التاريخ اليهودي
يعود تاريخ الشعب اليهودي في الجزائر إلى ما قبل الفترة الرومانية. وقد حدث التغيير الرئيسي الأول على السكان اليهود الجزائريين بوصول اللاجئين اليهود الفارين من محاكم التفتيش الاسبانية في عام ١٤٩٢. وقد أسفر ذلك عن حدوث زيادة كبيرة في عدد السكان اليهود في الجزائر. فقد ازدهر اليهود كتجار وأقاموا مجتمعات في المدن الساحلية مثل وهران والجزائر العاصمة. وكانوا في الغالب قادرين على الحفاظ على لغة اللادينو التي تكلموا بها فى الأندلس، وازدهروا مالياً خلال الفترة العثمانية.
في عام ١٨٣٠، هاجم الفرنسيون الجزائر وبدأوا باستعمار المنطقة، وبذلك أعادوا في النهاية تشكيل بنية الامبراطورية العثمانية، ووضعوا حد لسوء معاملة اليهود. وفي عام ١٨٤١ أُلغيت المحاكم اليهودية وتم تعيين يهود فرنسيين كحاخامين كبار واُمروا بتعليم واجب الإطاعة للقوانين الفرنسية والولاء لفرنسا. وفي عام ١٨٧٠، قامت الحكومة الفرنسية — تحت ضغط من الجالية اليهودية الفرنسية — بمنح الجنسية لليهود الجزائريين بموجب “مرسوم كريميو” من عام ١٨٧٠. وبدأ اليهود الجزائريون بتعلم اللغة الفرنسية، والعادات، والثقافة، وذلك من خلال التسجيل في نظام المدرسة الفرنسية في المقام الأول.
قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية في أواخر الثلاثينات من القرن الماضي، كان هناك ما يقرب من ١٢٠٠٠٠ يهودي يعيشون في الجزائر. وبسبب إثارة حفيظتهم من الأحداث التي وقعت في ألمانيا النازية، وبعد ان قامت مجموعة من المسلمين الجزائريين بأعمال شغب في عام ١٩٣٤، أسفرت عن مقتل 25 يهودياً وإصابة عدد أكبر بكثير. وبعد ان استقلت الجزائر في عام ١٩٦٢، منحت الحكومة الجنسية الجزائرية فقط للمقيمين الذين كانوا آباؤهم أو أجدادهم من آباؤهم مسلمين. بالإضافة إلى ذلك، أعلنت “محكمة العدل العليا” في الجزائر أن اليهود لا يخضعون للحماية وفقاً القانون. وبسبب عدم شعورهم بعد ذلك بالأمان والحماية في بلدهم، هاجر ما يقرب من ١٤٠٠٠٠ من يهود الجزائر إلى فرنسا، في حين غادرت أعداد أصغر إلى إسرائيل والأمريكتين الشمالية والجنوبية.
ومن عام ١٩٤٨ وحتى الآن، هاجر ما يقرب من ٢٦٠٠٠ من يهود الجزائر إلى إسرائيل. وعلى الرغم من حدوث انخفاض كبير في عددهم، تم بعد تهديد يهود الجزائر في عام ١٩٩٤ عندما أعلنت “الجماعة الإسلامية المسلحة” — وهي منظمة إرهابية — عن استهدافها القضاء بصورة تامة على وجود الجالية اليهودية في الجزائر. ورغم أنه لم يتم الإبلاغ عن وقوع هجمات على أولئك اليهود، تسبب ذلك التهديد فى مغادرة العديد منهم، وتخليهم عن الكنيس اليهودي الوحيد المتبقي في ذلك البلد. ولم يبقى اليوم أي يهودي يعيش في الجزائر.