(العربية) جئت لأميركا كلاجئ ثم ساهمت في تجديد البنتاغون. “وزارة الدفاع”

الواشنطن بوست قصتي بسيطة، تبدأ في ليبيا و تنتهي في البنتاغون. عندما انتهت الحرب العالمية الثانية ، هربت عائلتي من النظام القمعي في ليبيا بعد تشكل دولة اسرائيل حيث أصبح الوضع صعباً على اليهود في ليبيا. لم نحصل على الفيزا الأميركية الا في العام ١٩٥٧ حيث تمكنا أخيراً من السفر لأميركا. خلال الطريق عشنا في كلمن تونس و ايطاليا حيث ولدت أنا و أختي الأكبر، خلال أشهر قليلة من وصولنا لنيويورك، ولد أخي الثالث. والدي كان خياط مع تعليم متوسط وبواسطة منظمة هيسا لاعادة توطين اليهود تمكنا من الوصول لهذه البلاد. لازلت أتذكر حتى اليوم نظرة الحماس في عيون والدي حين حطت سفينتنا على شاطئ نيويورك أمام تمثال الحرية..لم أكن أفهم الكثير حينها لأني كنت بعمر ال٦ سنوات الا أني كنت حزين على دراجتي الحمراء التي تركناها خلفنا. أعرف أن القارئ سيفكر للحظة أنها قصة من ملايين قصص اللجوء . عائلة فقيرة تهرب من بلد قمعي و تعاني لتنتقل للعيش في بلد مزدهر حيث يحصل الأولاد على تعليم ممتاز. قصص كثيرة حكيت مع منع المهاجرين الجديد الذي سنه ترامب. أشعر بشعور اللاجئين المرفوضين اليوم لأن أهلي كانوا مرفوضين من دخول أميركا في بادئ الأمر و لعدة سنوات الا أني حين حصلت على الفرصة و وصلت هنا عملت كل ما بوسعي لأعطي هذه البلاد كما منحتني الكثير. شعرت بأني أجنبي في سنيني الأولى هنا و عندما استقرينا في نيويورك قبلت في جامعة ايكسيتير ثم في ييل لأحصل على شهادتي في الهندسة المعمارية الا أن رحلتي من الباخرة في شاطئ نيويورك الى ييل أعطت معنى لحياتي. أتذكر مشاهدة محاولات أمي – دون جدوى – التفاوض على سعر البقالة في السوبر ماركت، في محاولة لمعرفة ما إذا كانت حبوب الشيريوس تنقع في القهوة أو عصير البرتقال، أو في محاولاتها لفهم تفضيل الأميركيين للحوم الديك البيضاء الجافة بدلا من الدجاج الرطب في يوم عيد الشكر، الحياة هنا كان بالتأكيد تحديا. بعد حل هذه الأسرار على مدى العقود القليلة الماضية – بما في ذلك كيفية تحميص الديك الرومي – أتمنى أن بامكاني القول اليوم إنني أمريكي. لقد أصبحت، في الواقع، مواطناَ أميركياً، ولكن أنا لست متأكدا من أنني سوف أكون قادر على الاعتقاد بأنني حقا أمريكا، لأن ديوني لهذا البلد لا تزال مرتفعة جدا وشعوري بصرورة وفاء الدين لا يزال عميقا جدا. قد يكون الانتقال من الضيف إلى المضيف لا يمكن أن يحدث إلا عبر الأجيال. لدي ثلاث بنات، ولم يروني أبدا أحاول التفاوض على أسعار البقالة في السوبرماركت. جلبتني الصدفة الصرفة إلى واشنطن العاصمة بعد الدراسات العليا. لم أكن أعرف أن أيا من المهارات الحياتية في هذه المدينة الا أن شكل الأبنية التاريخية والقديمة كان يأسرني. مع مرور الوقت، تشرفت بتصميم وتجديد وإعادة بناء بعض المباني العظيمة في عاصمة بلادنا – مقر وزارة الأمن الداخلي، وزارة الخزانة، وزارة الداخلية، مجلس الاحتياطي الاتحادي والصليب الأحمر الأمريكي ؛ مبنى منزل المدفع؛ ومبنى جون أ. ويلسون، على سبيل المثال لا الحصر. ومع ذلك، فقد اختارت وزارة الدفاع لحظة فخري لقيادة عملية تجديد البنتاغون التي بلغت مليارات الدولارات بعد هجمات 11 أيلول / سبتمبر المدمرة. وكانت المنافسة في هذا العمل كبيرة: حيث تم تحديد ميزانية ثابتة بالدولار، كان علينا أن نضع خطة لإصلاح هيكل البناء وجميع نظمه بشكل كامل وتحويله إلى منشأة حديثة ذات تكنولوجيا عالية قادرة على تلبية احتياجاتنا الدفاعية للسنوات الخمسين المقبلة – بشرط أن يظل المبنى يعمل بكامل طاقته خلال اصلاحنا له. بالنسبة لنا وشريكنا في البناء، هنسيل فيلبس، بدا أنه طلب منا إجراء جراحة القلب على عداء الماراثون في منتصف السباق. عدة مرات خلال المسابقة، سألنا أنفسنا عما إذا كنا نلتزم بتسليم المستحيل وما إذا كانت عشرات الفرق الأخرى التي نتنافس عليها ستصل في النهاية إلى النتيجة نفسها. في النهاية أكملنا المشروع، وقمنا به في حدود الميزانية وقمنا بتسليمه قبل 12 شهرا من الموعد المحدد. وبينما أنظر إلى الوراء، أتساءل لماذا اتخذت هذه اللجنة ذات المخاطر العالية، وما إذا كنت سأفعل ذلك مرة أخرى. أكثر من ذلك، على الرغم من أنني كان مدفوعا بحماس مثال والدي والمخاطر التي أخذوها طوال حياتهم. مثل العديد من الأميركيين، عشت حياة مريحة وخالية من المخاطر هنا في الولايات المتحدة. ويبدو لي أنه غالبا ما يكون أفرادنا العسكريون والمهاجرون يبحثون عن حياة أفضل حيث يتعرضون لأكبر المخاطر. ليس لدي خلفية عسكرية، ولكن ربما هو تراث المهاجرين الحديث الذي يدفعني إلى مواجهة بعض التحديات. لم نكن لنتمكن من إعادة بناء البنتاغون – أو أي من المعالم الوطنية الأخرى والتي هي في غاية الأهمية بالنسبة للهوية المدنية لمدينتنا – دون مشاركة مهاجرين آخرين مثلي. وكنا قادرين فقط على تلبية جدول البنتاجون الشاق من خلال الوصول إلى عمق مجموعة العمل التي شملت حاملي البطاقة الخضراء وتأشيرة الدخول من عشرات البلدان في جميع أنحاء العالم. اليوم، وأنا أشاهد الأخبار وأرى الأسر التي تكافح من أجل مغادرة بلدانها والهروب من الطغيان، أتساءل من منهم سوف يصل إلى شواطئنا ويصبح جزءا من الجيل القادم من الباحثين والمعلمين والمخترعين والمطورين العقاريين، والمهندسين المعماريين. ويحدوني الأمل في أن تتخذ إدارة ترامب إجراءات لضمان أن يكون حظر السفر مؤقتا، حتى يتمكن الأفراد الطيبون الذين يعملون بجد من الفرار من الاستبداد من العثور على منزل جديد كما فعلت – وأن كل واحد منهم سيحصل على نفس الفرصة للمساعدة في بناء هذه الأمة العظيمة كما كان لي الشرف في ذلك.April 19, 2017Posted on No Comments

الواشنطن بوست

قصتي بسيطة، تبدأ في ليبيا و تنتهي في البنتاغون. عندما انتهت الحرب العالمية الثانية ، هربت عائلتي من النظام القمعي في ليبيا بعد تشكل دولة اسرائيل حيث
أصبح الوضع صعباً على اليهود في ليبيا. لم نحصل على الفيزا الأميركية الا في العام ١٩٥٧ حيث تمكنا أخيراً من السفر لأميركا. خلال الطريق عشنا في كلمن تونس و ايطاليا حيث ولدت أنا و أختي الأكبر، خلال أشهر قليلة من وصولنا لنيويورك، ولد أخي الثالث.
والدي كان خياط مع تعليم متوسط وبواسطة منظمة هيسا لاعادة توطين اليهود تمكنا من الوصول لهذه البلاد. لازلت أتذكر حتى اليوم نظرة الحماس في عيون والدي حين حطت سفينتنا على شاطئ نيويورك أمام تمثال الحرية..لم أكن أفهم الكثير حينها لأني كنت بعمر ال٦ سنوات الا أني كنت حزين على دراجتي الحمراء التي تركناها خلفنا. أعرف أن القارئ سيفكر للحظة أنها قصة من ملايين قصص اللجوء . عائلة فقيرة تهرب من بلد قمعي و تعاني لتنتقل للعيش في بلد مزدهر حيث يحصل الأولاد على تعليم ممتاز. قصص كثيرة حكيت مع منع المهاجرين الجديد الذي سنه ترامب. أشعر بشعور اللاجئين المرفوضين اليوم لأن أهلي كانوا مرفوضين من دخول أميركا في بادئ الأمر و لعدة سنوات الا أني حين حصلت على الفرصة و وصلت هنا عملت كل ما بوسعي لأعطي هذه البلاد كما منحتني الكثير.
شعرت بأني أجنبي في سنيني الأولى هنا و عندما استقرينا في نيويورك قبلت في جامعة ايكسيتير ثم في ييل لأحصل على شهادتي في الهندسة المعمارية الا أن رحلتي من الباخرة في شاطئ نيويورك الى ييل أعطت معنى لحياتي.

أتذكر مشاهدة محاولات أمي – دون جدوى – التفاوض على سعر البقالة في السوبر ماركت، في محاولة لمعرفة ما إذا كانت حبوب الشيريوس تنقع في القهوة أو عصير البرتقال، أو في محاولاتها لفهم تفضيل الأميركيين للحوم الديك البيضاء الجافة بدلا من الدجاج الرطب في يوم عيد الشكر، الحياة هنا كان بالتأكيد تحديا. بعد حل هذه الأسرار على مدى العقود القليلة الماضية – بما في ذلك كيفية تحميص الديك الرومي – أتمنى أن بامكاني القول اليوم إنني أمريكي. لقد أصبحت، في الواقع، مواطناَ أميركياً، ولكن أنا لست متأكدا من أنني سوف أكون قادر على الاعتقاد بأنني حقا أمريكا، لأن ديوني لهذا البلد لا تزال مرتفعة جدا وشعوري بصرورة وفاء الدين لا يزال عميقا جدا. قد يكون الانتقال من الضيف إلى المضيف لا يمكن أن يحدث إلا عبر الأجيال. لدي ثلاث بنات، ولم يروني أبدا أحاول التفاوض على أسعار البقالة في السوبرماركت.

جلبتني الصدفة الصرفة إلى واشنطن العاصمة بعد الدراسات العليا. لم أكن أعرف أن أيا من المهارات الحياتية في هذه المدينة الا أن شكل الأبنية التاريخية والقديمة كان يأسرني. مع مرور الوقت، تشرفت بتصميم وتجديد وإعادة بناء بعض المباني العظيمة في عاصمة بلادنا – مقر وزارة الأمن الداخلي، وزارة الخزانة، وزارة الداخلية، مجلس الاحتياطي الاتحادي والصليب الأحمر الأمريكي ؛ مبنى منزل المدفع؛ ومبنى جون أ. ويلسون، على سبيل المثال لا الحصر. ومع ذلك، فقد اختارت وزارة الدفاع لحظة فخري لقيادة عملية تجديد البنتاغون التي بلغت مليارات الدولارات بعد هجمات 11 أيلول / سبتمبر المدمرة. وكانت المنافسة في هذا العمل كبيرة: حيث تم تحديد ميزانية ثابتة بالدولار، كان علينا أن نضع خطة لإصلاح هيكل البناء وجميع نظمه بشكل كامل وتحويله إلى منشأة حديثة ذات تكنولوجيا عالية قادرة على تلبية احتياجاتنا الدفاعية للسنوات الخمسين المقبلة – بشرط أن يظل المبنى يعمل بكامل طاقته خلال اصلاحنا له. بالنسبة لنا وشريكنا في البناء، هنسيل فيلبس، بدا أنه طلب منا إجراء جراحة القلب على عداء الماراثون في منتصف السباق. عدة مرات خلال المسابقة، سألنا أنفسنا عما إذا كنا نلتزم بتسليم المستحيل وما إذا كانت عشرات الفرق الأخرى التي نتنافس عليها ستصل في النهاية إلى النتيجة نفسها. في النهاية أكملنا المشروع، وقمنا به في حدود الميزانية وقمنا بتسليمه قبل 12 شهرا من الموعد المحدد. وبينما أنظر إلى الوراء، أتساءل لماذا اتخذت هذه اللجنة ذات المخاطر العالية، وما إذا كنت سأفعل ذلك مرة أخرى. أكثر من ذلك، على الرغم من أنني كان مدفوعا بحماس مثال والدي والمخاطر التي أخذوها طوال حياتهم. مثل العديد من الأميركيين، عشت حياة مريحة وخالية من المخاطر هنا في الولايات المتحدة. ويبدو لي أنه غالبا ما يكون أفرادنا العسكريون والمهاجرون يبحثون عن حياة أفضل حيث يتعرضون لأكبر المخاطر. ليس لدي خلفية عسكرية، ولكن ربما هو تراث المهاجرين الحديث الذي يدفعني إلى مواجهة بعض التحديات. لم نكن لنتمكن من إعادة بناء البنتاغون – أو أي من المعالم الوطنية الأخرى والتي هي في غاية الأهمية بالنسبة للهوية المدنية لمدينتنا – دون مشاركة مهاجرين آخرين مثلي. وكنا قادرين فقط على تلبية جدول البنتاجون الشاق من خلال الوصول إلى عمق مجموعة العمل التي شملت حاملي البطاقة الخضراء وتأشيرة الدخول من عشرات البلدان في جميع أنحاء العالم.

اليوم، وأنا أشاهد الأخبار وأرى الأسر التي تكافح من أجل مغادرة بلدانها والهروب من الطغيان، أتساءل من منهم سوف يصل إلى شواطئنا ويصبح جزءا من الجيل القادم من الباحثين والمعلمين والمخترعين والمطورين العقاريين، والمهندسين المعماريين. ويحدوني الأمل في أن تتخذ إدارة ترامب إجراءات لضمان أن يكون حظر السفر مؤقتا، حتى يتمكن الأفراد الطيبون الذين يعملون بجد من الفرار من الاستبداد من العثور على منزل جديد كما فعلت – وأن كل واحد منهم سيحصل على نفس الفرصة للمساعدة في بناء هذه الأمة العظيمة كما كان لي الشرف في ذلك.