ربع سكان العالم معادون للسامية والعــرب هم الأكــثر عــداءً

مترجم IEDE

أظهر استطلاع عالمي اجرته منظمة مكافحة التشهير اليهودية الامريكية بأن ربع سكان العالم هم معادون بشكل أو بآخر لليهود أو للسامية، وأن نصف سكان العالم تقريباً لم يسمعوا بالهولوكوست، وهي الجرائم التي ارتكبتها المانيا النازية بحق اليهود واوروبيين آخرين وذهب ضحيتها ملايين من البشر.

فقد وجد الاستطلاع أيضا أن أعلى نسبة معاداة لليهود تقع في منطقة الشرق الأوسط، حيث 74 % من السكان "معادون لليهود" و 49 % من المسلمين في الشرق الأوسط “معادون لليهود"، كما أن 63 % من سكان الشرق الأوسط يعتقدون بأن الهولوكوست عبارة عن كذبة أو خدعة.

هذا الاستطلاع الذي أطلق عليه 100 the ADL Global استطلع آراء 53000 شخص في 102 دولة، وللمرة الأولى تم تأسيس قاعدة بيانات ومعلومات شاملة للعالم كله حول نظرة الشعوب والدول والطوائف إلى اليهود سواء كانت حقيقية أو متخيلة. واحدى نتائج هذه الدراسة هو أن معاداة اليهود لا تزال موجودة وبشكل كبير "ربع العالم يعادي اليهود تقريبا". فقد وجدت هذه الدراسة التي اجريت على مدار ثمانية أشهر خلال هذه السنة والسنة الماضية أن مليارا و90 مليون انسان من اصل 4 مليارات و200 مليون نسمة من الذين شملهم الاستطلاع وهم من مئة دولة حول العالم هم معادون لليهود أو للسامية. حيث بلغت النسبة في أوروبا الشرقية 34 %، أوروبا الغربية 24 %، جنوب الصحراء الافريقية 23 %، وآسيا 22 %، بينما الولايات المتحدة الامريكية 9 % أما بالنسبة لاتباع الديانات الاخرى فقد بلغت نسبة العداء للسامية بين المسيحيين 24 %، الهندوس 19 %، والبوذية 17%. أما أعلى نسبة معاداة لليهود في العالم فهي في المناطق الفلسطينية، حيث بلغت النسبة 93 %، العراق 92 %، الاردن 81 %، أما ايران فكانت أدنى نسبة في المنطقة 56 %. أما الدول التي حصلت على نسب ضئيلة جدا في معاداة السامية فهي الدول الاسكندنافية والفلبين ولاوس وفيتنام، حيث تتراوح النسب بين 3 % إلى 9 %. وبين الطوائف المسيحية وجد أن الطائفة الارثوذوكسية هي أكثر الطوائف معاداة للسامية بنسبة 36 % بينما الكاثوليك 25 %. والجدير بالذكر أن منظمة مكافحة التشهير هي من أقدم المنظمات اليهودية الامريكية التي تعنى بالدفاع عن المصالح والحقوق المدنية والدينية لليهود الامريكيين، حيث تاسست هذه المنظمة التي يقع مقرها في مدينة نيويورك عام 1913 وتبلغ ميزانيتها السنوية 50 مليون دولار وعدد موظفيها 320 . ابراهام فوكسمان وهو رئيس المنظمة علق على الدراسة في بيان صحافي نشر على موقع المنظمة قائلا "للمرة الأولى نعرف إلى أي مدى العداء للسامية مشترك حول العالم"، وأضاف "نستطيع الآن أن نحدد قضايا الاعتداءات المعادية للسامية هنا وهناك ومعرفة النقاط الساخنة حول العالم بالإضافة إلى الدول والمناطق التي يستشري فيها العداء للسامية". هذا وقد تم تمويل هذه الدراسة من قبل الثري اليهودي الامريكي لينارد شترن الذي يملك شركة هارتس ماونتن اندستريز  ، وتبلغ ثروته 4 مليارات دولار. وأظهر الاستطلاع أيضا أن ربع سكان العالم يوافقون على ست صور من أصل احدى عشرة صورة نمطية منها أن اليهود موالون لاسرائيل أكثر من ولائهم للدول التي يعيشون فيها، وأنهم يسيطرون على عالم الأعمال والمال، وكذلك يسيطرون على الإعلام العالمي وأن لديهم سيطرة كبيرة على الحكومة الأمريكية. أما عبارة "معاداة السامية" فهي اصطلاحا تعني معاداة اليهود وليس العرق السامي الذي يشمل العرب أيضا. وحسب الموسوعة البريطانية فإن هذا المصطلح كان قد وضعه الالماني فالهلم مار عام 1879، ويعبر عن معاداة اليهود في أوروبا، حيث شهد القرن التاسع عشر تصاعد مشاعر معاداة اليهود وخصوصا في المانيا. فقد ذكر مار في وثيقة نشرها عام 1879 وعنوانها "انتصار اليهودية على القومية الالمانية" بأن اليهود نجحوا في السيطرة على المانيا، حيث لم يندمجوا في القومية الالمانية إنما المانيا هي التي اندمجت في القومية اليهودية. أما البروفسور علي اساني وهو استاذ الدراسات الاسلامية في جامعة هارفرد فقد قال للعرب اليوم أثناء مقابلة معه للتعليق على هذه الدراسة بأن هذه الدراسة تمثل مفارقة تاريخية حقيقية، حيث كان العالم العربي والاسلامي ملاذا آمنا لليهود في العصور الوسطى "ما قبل العصر الحديث" بينما كانت اوروبا معادية لليهود ومعادية للسامية. فقد قال الدكتور اساني إن هذه الأرقام تمثل تحولا راديكاليا وتبادل أدوار بين العالم الاسلامي واوروبا التي أصبحت أكثر تسامحا وترحيبا باليهود، بينما أصبح العالم العربي-الاسلامي في الشرق الأوسط أكثر عداءا لليهود. وهذا يعود لأسباب ثلاثة كما قال الدكتور اساني: السبب الأول هو صعود الاسلام السياسي والحركات الإسلامية السياسية التي من شأنها أن تنظر إلى الأمور من وجهة نظر ايديولوجية وقومية –دينية، حيث تعبر هذه الحركات ذات الصبغة القومية الدينية عن نفسها ضد وجود الآخر أو تلغي الآخر. السبب الثاني هو عدم وجود التسامح الديني ضمن مناهج التعليم في العالم العربي، حيث لا يتعلم أبناء المسلمين أي شيء عن الدين المسيحي أو اليهودي أو أي دين آخر. أما السبب الثالث فهو السبب الأهم، وهو النزاع العربي الاسرائيلي-حيث إن من الواضح في هذه الدراسة أن المسلمين قد دمجوا ومزجوا نظرتهم إلى اليهود بنظرتهم إلى اسرائيل. وعليه فقد أصبح اليهودي "عدوا" كون أن اسرائيل دولة عدوه من وجهة نظر العرب والمسلمين في الشرق الأوسط. وأضاف أساني "أما الدين الاسلامي بشكل عام فهو دين تسامح مع اليهود والاديان الأخرى، حيث هناك العديد من التعاليم الدينية والآيات القرآنية التي تحث على التسامح مع اتباع الديانات الأخرى". والدليل على ذلك، كما يقول البروفسور اساني، هو أن نسبة العداء للسامية بين المسلمين خارج العالم العربي- المعادي لوجود إسرائيل وحالة الحرب معها-هي أقل بكثير منها في العالم العربي مما يثبت أن "العداء للسامية" الذى تحدثت عنه الدراسه هو في الحقيقة عداء لإسرائيل ووجودها في المنطقة، بدليل أن الدارسة وجدت بان المسلمين من خارج منطقة الشرق الوسط، أي غير العرب، تبلغ نسبة مشاعرهم المعادية لليهود أقل من النصف مقارنة بالمسلمين العرب. فبينما تبلغ نسبة “المعاداة للسامية” بين مسلمي الشرق الأوسط أو العرب % 75 ، تبلغ النسبة بين مسلمي اسيا 37 % ومسلمي اوروبا الغربية 29 % ومسلمي اوروبا الشرقية 20 % ، والدليل الاخر الذي يسوقه البروفسور اساني هو نسبة “العداء لليهود” في إيران "%56 " وهي نسبة قليلة مقارنة بجيرانها العرب، وهذا يعود لكون إيران دولة غير عربية ولديها مشاعر قومية فارسية وليست بالضرورة تشترك مع العرب في تطلعاتهم ومشاعرهم إن لم تكن في حالة تنافس مع العرب.May 21, 2014
لا تعليقات

مترجم IEDE

أظهر استطلاع عالمي اجرته منظمة مكافحة التشهير اليهودية الامريكية بأن ربع سكان العالم هم معادون بشكل أو بآخر لليهود أو للسامية، وأن نصف سكان العالم تقريباً لم يسمعوا بالهولوكوست، وهي الجرائم التي ارتكبتها المانيا النازية بحق اليهود واوروبيين آخرين وذهب ضحيتها ملايين من البشر.

فقد وجد الاستطلاع أيضا أن أعلى نسبة معاداة لليهود تقع في منطقة الشرق الأوسط، حيث 74 % من السكان “معادون لليهود” و 49 % من المسلمين في الشرق الأوسط “معادون لليهود”، كما أن 63 % من سكان الشرق الأوسط يعتقدون بأن الهولوكوست عبارة عن كذبة أو خدعة.

هذا الاستطلاع الذي أطلق عليه 100 the ADL Global استطلع آراء 53000 شخص في 102 دولة، وللمرة الأولى تم تأسيس قاعدة بيانات ومعلومات شاملة للعالم كله حول نظرة الشعوب والدول والطوائف إلى اليهود سواء كانت حقيقية أو متخيلة. واحدى نتائج هذه الدراسة هو أن معاداة اليهود لا تزال موجودة وبشكل كبير “ربع العالم يعادي اليهود تقريبا”.

فقد وجدت هذه الدراسة التي اجريت على مدار ثمانية أشهر خلال هذه السنة والسنة الماضية أن مليارا و90 مليون انسان من اصل 4 مليارات و200 مليون نسمة من الذين شملهم الاستطلاع وهم من مئة دولة حول العالم هم معادون لليهود أو للسامية. حيث بلغت النسبة في أوروبا الشرقية 34 %، أوروبا الغربية 24 %، جنوب الصحراء الافريقية 23 %، وآسيا 22 %، بينما الولايات المتحدة الامريكية 9 % أما بالنسبة لاتباع الديانات الاخرى فقد بلغت نسبة العداء للسامية بين المسيحيين 24 %، الهندوس 19 %، والبوذية 17%.

أما أعلى نسبة معاداة لليهود في العالم فهي في المناطق الفلسطينية، حيث بلغت النسبة 93 %، العراق 92 %، الاردن 81 %، أما ايران فكانت أدنى نسبة في المنطقة 56 %.

أما الدول التي حصلت على نسب ضئيلة جدا في معاداة السامية فهي الدول الاسكندنافية والفلبين ولاوس وفيتنام، حيث تتراوح النسب بين 3 % إلى 9 %. وبين الطوائف المسيحية وجد أن الطائفة الارثوذوكسية هي أكثر الطوائف معاداة للسامية بنسبة 36 % بينما الكاثوليك 25 %.

والجدير بالذكر أن منظمة مكافحة التشهير هي من أقدم المنظمات اليهودية الامريكية التي تعنى بالدفاع عن المصالح والحقوق المدنية والدينية لليهود الامريكيين، حيث تاسست هذه المنظمة التي يقع مقرها في مدينة نيويورك عام 1913 وتبلغ ميزانيتها السنوية 50 مليون دولار وعدد موظفيها 320 . ابراهام فوكسمان وهو رئيس المنظمة علق على الدراسة في بيان صحافي نشر على موقع المنظمة قائلا “للمرة الأولى نعرف إلى أي مدى العداء للسامية مشترك حول العالم”، وأضاف “نستطيع الآن أن نحدد قضايا الاعتداءات المعادية للسامية هنا وهناك ومعرفة النقاط الساخنة حول العالم بالإضافة إلى الدول والمناطق التي يستشري فيها العداء للسامية”.

هذا وقد تم تمويل هذه الدراسة من قبل الثري اليهودي الامريكي لينارد شترن الذي يملك شركة هارتس ماونتن اندستريز  ، وتبلغ ثروته 4 مليارات دولار. وأظهر الاستطلاع أيضا أن ربع سكان العالم يوافقون على ست صور من أصل احدى عشرة صورة نمطية منها أن اليهود موالون لاسرائيل أكثر من ولائهم للدول التي يعيشون فيها، وأنهم يسيطرون على عالم الأعمال والمال، وكذلك يسيطرون على الإعلام العالمي وأن لديهم سيطرة كبيرة على الحكومة الأمريكية.

أما عبارة “معاداة السامية” فهي اصطلاحا تعني معاداة اليهود وليس العرق السامي الذي يشمل العرب أيضا. وحسب الموسوعة البريطانية فإن هذا المصطلح كان قد وضعه الالماني فالهلم مار عام 1879، ويعبر عن معاداة اليهود في أوروبا، حيث شهد القرن التاسع عشر تصاعد مشاعر معاداة اليهود وخصوصا في المانيا. فقد ذكر مار في وثيقة نشرها عام 1879 وعنوانها “انتصار اليهودية على القومية الالمانية” بأن اليهود نجحوا في السيطرة على المانيا، حيث لم يندمجوا في القومية الالمانية إنما المانيا هي التي اندمجت في القومية اليهودية.

أما البروفسور علي اساني وهو استاذ الدراسات الاسلامية في جامعة هارفرد فقد قال للعرب اليوم أثناء مقابلة معه للتعليق على هذه الدراسة بأن هذه الدراسة تمثل مفارقة تاريخية حقيقية، حيث كان العالم العربي والاسلامي ملاذا آمنا لليهود في العصور الوسطى “ما قبل العصر الحديث” بينما كانت اوروبا معادية لليهود ومعادية للسامية.

فقد قال الدكتور اساني إن هذه الأرقام تمثل تحولا راديكاليا وتبادل أدوار بين العالم الاسلامي واوروبا التي أصبحت أكثر تسامحا وترحيبا باليهود، بينما أصبح العالم العربي-الاسلامي في الشرق الأوسط أكثر عداءا لليهود.

وهذا يعود لأسباب ثلاثة كما قال الدكتور اساني:

السبب الأول هو صعود الاسلام السياسي والحركات الإسلامية السياسية التي من شأنها أن تنظر إلى الأمور من وجهة نظر ايديولوجية وقومية –دينية، حيث تعبر هذه الحركات ذات الصبغة القومية الدينية عن نفسها ضد وجود الآخر أو تلغي الآخر.

السبب الثاني هو عدم وجود التسامح الديني ضمن مناهج التعليم في العالم العربي، حيث لا يتعلم أبناء المسلمين أي شيء عن الدين المسيحي أو اليهودي أو أي دين آخر.

أما السبب الثالث فهو السبب الأهم، وهو النزاع العربي الاسرائيلي-حيث إن من الواضح في هذه الدراسة أن المسلمين قد دمجوا ومزجوا نظرتهم إلى اليهود بنظرتهم إلى اسرائيل. وعليه فقد أصبح اليهودي “عدوا” كون أن اسرائيل دولة عدوه من وجهة نظر العرب والمسلمين في الشرق الأوسط. وأضاف أساني “أما الدين الاسلامي بشكل عام فهو دين تسامح مع اليهود والاديان الأخرى، حيث هناك العديد من التعاليم الدينية والآيات القرآنية التي تحث على التسامح مع اتباع الديانات الأخرى”.

والدليل على ذلك، كما يقول البروفسور اساني، هو أن نسبة العداء للسامية بين المسلمين خارج العالم العربي- المعادي لوجود إسرائيل وحالة الحرب معها-هي أقل بكثير منها في العالم العربي مما يثبت أن “العداء للسامية” الذى تحدثت عنه الدراسه هو في الحقيقة عداء لإسرائيل ووجودها في المنطقة، بدليل أن الدارسة وجدت بان المسلمين من خارج منطقة الشرق الوسط، أي غير العرب، تبلغ نسبة مشاعرهم المعادية لليهود أقل من النصف مقارنة بالمسلمين العرب. فبينما تبلغ نسبة “المعاداة للسامية” بين مسلمي الشرق الأوسط أو العرب % 75 ، تبلغ النسبة بين مسلمي اسيا 37 % ومسلمي اوروبا الغربية 29 % ومسلمي اوروبا الشرقية 20 % ، والدليل الاخر الذي يسوقه البروفسور اساني هو نسبة “العداء لليهود” في إيران “%56 ” وهي نسبة قليلة مقارنة بجيرانها العرب، وهذا يعود لكون إيران دولة غير عربية ولديها مشاعر قومية فارسية وليست بالضرورة تشترك مع العرب في تطلعاتهم ومشاعرهم إن لم تكن في حالة تنافس مع العرب.