سمحة لويا

سمحة لويا - Semha Alwaya

في نقاش حول اللاجئين في الشرق الأوسط، يتم بشكل نمطي حذف قطعة رئيسية من الرواية القصصية، وحياتي هي جزء من هذا النسيج المفقود. أنا يهودية ولاجئة أيضاً. فقد قضيت بعض من طفولتي في مخيم للاجئين في إسرائيل (نعم، إسرائيل). وأنا بعيدة كل البعد عن أن أكون وحيدة.
ويساهم في هذه التجربة مئات الآلاف من اليهود الشرق أوسطيين الأصليين الآخرين حيث يشاركون خلفية مشابهة لتلك التي قضيتها. ومع ذلك، فخلافاً للعرب الفلسطينيين، تم تجاهل رواياتنا القصصية إلى حد كبير من قبل العالم، لأن قصتنا — التي هي قصة 900000 لاجئ يهودي من الدول العربية الذين طُردوا وحُرّموا من قبل الحكومات العربية — هي مصدر إزعاج بالنسبة لأولئك الذين يسعون إلى إلقاء اللوم على إسرائيل عن جميع المشاكل في الشرق الأوسط.
كانت حياتنا صعبة في إسرائيل في الخمسينات من القرن الماضي. فلم يكن لدينا المال ولا الملكية العقارية. كان هناك نقص في الغذاء والقليل من فرص العمل. كانت إسرائيل دولة جديدة وفقيرة ذات موارد محدودة جداً. فلم تستوعب فقط مئات الآلاف منا نحن المهاجرين الجدد، بل استوعبت أيضاً عدد متساو من الناجين من جريمة الإبادة الجماعية التي ارتكبها هتلر. كنا نعيش في خيام مغبرة في “مخيمات العبور،” وهو اسمها الرسمي، لأنه خطط لها أن تكون مؤقتة وليست دائمة.
وفي نهاية الأمر بُنيت لنا مساكن، أصبحنا مواطنين إسرائيليين، ولم نعد لاجئين. وقد تم التخلص بصورة تدريجية من مخيمات اللاجئين في إسرائيل التي عرفتُها كطفلة، ولم يبقى أي أثر لها. وقد قامت إسرائيل بذلك دون أن تحصل على سنت واحد (جزء من مئة دولار) من المجتمع الدولي، باعتمادها بدلاً من ذلك على مهارة مواطنيها وتبرعات من الجاليات اليهودية في الشتات. واليوم، إن العديد من كبار قادة إسرائيل هم من عائلات أُجبرت على الفرار من الدول العربية ونحن نشكل أكثر من نصف من سكان إسرائيل اليهود.
ولدت في بغداد، ومثل معظم العراقيين الآخرين لغتي الأم هي العربية. ومأكولات عائلتي وسلوكياتنا وتوقعاتنا، كلها متأثرة بشدة بثقافتنا العربية – اليهودية التوليفية.
ذات مرة كان هناك وجوداً حيوياً لما يقرب من مليون يهودي يقيمون في 10 دول عربية. وثقافتنا اليهودية الشرق أوسطية كانت قائمة قبل فترة طويلة من سيطرة العالم العربي على الشرق الأوسط حيث أعاد كتابة تاريخه. ومع ذلك، فهناك اليوم أقل من 12000 يهودي ما زالوا يعيشون في هذه الأراضي — لا يوجد أحد منهم تقريباً في العراق.
ما الذي حدث لنا، نحن اليهود الأصليين من العالم العربي؟ لماذا أُجبر 150000 من اليهود العراقيين — من ضمنهم عائلتي — على الخروج من العراق؟ لماذا اضطر أيضاً 800000 يهودي إضافي من تسعة بلدان عربية أخرى إلى المغادرة بعد عام 1948؟