تاريخ اليهود في لبنان

يختلف تاريخ اليهود في لبنان عن قصة اليهود في غيره من بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. استقرت الجاليات اليهودية فى لبنان مترمكزة حول بيروت منذ عصور مبكرة للغاية. وبحلول عام 1911، كانت الطائفة اليهودية قد توسعت وتمتعت بقدراً كبيراً من النفوذ في لبنان، ولعبت دوراً أساسياً في تأسيس لبنان كدولة مستقلة عن الانتداب الفرنسي. وقد ارتبط السكان اليهود بقوة مع هويتهم اللبنانية وتفاعلوا معها.

وعندما تم الإعلان عن إسرائيل كدولة في عام 1948، كان هناك حوالي 5000 يهودي يعيشون في لبنان. وبعكس اليهود الشرقيين والسفارديم في البلدان العربية الأخرى، كان اليهود اللبنانيين مرتبطون بشدة ببلدهم. ويمكن أن يُعزى ذلك إلى أن لبنان كانت تحت الحكم المسيحي العربي بدلاً من الحكم الإسلامي. لكن بعد الحرب الأهلية اللبنانية عام 1958 بدأ العديد من اللبنانيين اليهود يغادرون البلاد.

وساءت الحالة مرة أخرى في عام 1975 مع اندلاع الحرب الأهلية بين المسلمين والمسيحيين. فقد دُمرت البنية التحتية اليهودية في بيروت وأدى الوجود السوري المتنامي في البلاد، إلى اضطرار معظم الـ 1800 يهودي الذين بقوا في لبنان إلى الفرار. وفي عام 1982، وفي أعقاب غزو إسرائيل للبنان، أُلقي القبض على أحد عشر شخصاً من زعماء اليهود حيث قتلوا على أيدي متطرفين إسلاميين. وفي تسعينيات القرن العشرين تغيّر المناخ السياسي بحيث لم يعد باستطاعة اليهود ممارسة شعائرهم الدينية بحرية. وعلى الرغم من ذلك، هناك عدد قليل من اليهود اللبنانيين الذين لا يزالون يعيشون اليوم في لبنان، وغالباً في عزلة.