بعض من تاريخ يهود سوريا

كان الوجود اليهودي قائماً في سوريا منذ عهد الملك داود أي فترة يعود تاريخها إلى ١٠٠٠ عام قبل الميلاد. وبحلول عام ٤٩ ميلادية، كان هناك ١٠٠٠٠ يهودي في دمشق، على الرغم من أن عدداً كبيراً من اليهود بدأوا يتحولون إلى الديانة المسيحية. وخلال القرن السابع وبعدما قام الفرس بغزو سوريا، وبعد عدة سنوات سيطر المسلمون على البلاد. وتميز القرن الثالث عشر بفترة من الازدهار وزيادة اليقافة والتعلم في الحياة اليهودية. وكانت لمدينة حلب جاليتها اليهودية الحيوية الخاصة بها التي ازدهرت لقرون عديدة، وتمتعت بشهرة كبيرة في حماية “مخطوطة حلب”.

ومع قيام محاكم التفتيش الاسبانية في عام ١٤٩٢ أُجبر العديد من اليهود الإسبانيين إلى النزوح من اسبانيا، وهاجر بعضهم إلى سوريا. وبحلول عام ١٥١٥ أصبحت سوريا جزءاً من الامبراطورية العثمانية. وعكس القرن التاسع عشر حدوث تغيير في حياة اليهود. فمع سيطرة المسلمين على مقاليد الحكم، اعتُبر اليهود من “أهل الذمة”، أي مواطنين من الدرجة السفلى، وأجبروا على دفع ضرائب شخصية والالتزام بقواعد تمييزية أخرى. وخلال “حادثة دمشق” في عام ١٨٤٠، اتُهم اليهود بالقتل الشعائرى، وحدث ذلك مرة أخرى في عام ١٨٦٠ عندما رُوجت مزاعم غريبة عن كون اليهود مجرمين. ونتيجة لذلك، وابتداءاً من عام ١٨٥٠، بدأ اليهود بمغادرة سوريا إلى مصر وفي وقت لاحق إلى انجلترا. وفي عام ١٩٠٨ وصل سيل كبير من اليهود السوريين إلى نيويورك، حيث تعيش فيها اليوم أكبر جالية يهودية سورية.

وبحلول عام ١٩٤٣ كان هناك ٣٠٠٠٠ يهودي يقيمون في سوريا، ومعظمهم في حلب. ومع ذلك، وفي محاولة لإحباط الجهود الرامية لإقامة وطن قومي لليهود، قيدت الحكومة السورية الهجرة إلى إسرائيل، وأحرقت وصادرت ممتلكات عائدة لليهود وجمدت حسابات مصرفية عائدة لأبناء الطائفة. وبسبب خوفهم، هرب ٧٠٠٠ شخص من يهود حلب. وقد أصبح الوضع السياسي والاقتصادي عدواني بصورة أكثر عندما تمت إقالة جميع اليهود من جميع المناصب الحكومية. ونتيجة لذلك، غادر ١٥٠٠٠ شخص من يهود سوريا. وفي عام ١٩٩٤ تم إخراج ١٢٦٢ يهودي في عملية سرية — كانوا قد مُنعوا سابقاً من مغادرة سوريا — وجلبهم إلى إسرائيل. إلا أن بعض اليهود قرر البقاء في سوريا اختيارياً. وهناك اليوم نحو ١٠٠ يهودي يعيشون في سوريا. ومع ذلك، فإن اليهود هم الأقلية الوحيدة في سوريا الذين يُمنع عنهم حق المشاركة السياسية وشغل الوظائف الحكومية.