ابقوا على الأرشيف اليهودي امناً في الولايات المتحدة .

من سبعة و خمسون سنة مضت كان يعيش في العراق 120 ألف يهودي .في بغداد كانوا رواد في التجارة و مهن كثيرة كالطب و المحاماة و التدريس و الفن و الموسيقى dddو الكتابة و الهندسة. الصيف الماضي ، أخبرني صديق عائد من بغداد أنه لم يستطع أن يحصي أكثر من 5 يهود في العراق ،ليس 5000 و لا 500 بل 5 ،هم عدة مسنين أكبر من أن يتمكنوا من الانتقال ، و عندما يموتو لن يتبقى أي يهودي في العراق. كان العراق موطن اليهود لأكثر من 2500 سنة. و كتب الانجيل التلمودي في العراق . و على الرغم من بعض حوادث العنف الطائفية فان اليهود و المسلمين عاشوا في العراق بأمان و اخاء حتى انتشرت موجة معاداة السامية في القرن ال20 و التي أدت الى مذبحة الفرهود التي حصلت في العراق . بدأت القصة في حزيران 1941 عندما قامت ميليشيات موالية للنازية بالاعتداء على اليهود في الباصات و على الأرصفة ، قتلوا الأطفال و الشيوخ و اغتصبوا و قتلوا النساء و نهبوا المنازل من كل محتوياتها و عندما انتهت المذبحة و النهب كان عدد اليهود المقتولين 130 شخص اضافة الى مئات من الجرحى . بعد أقل من سنتين من اعلان قيام دولة اسرائيل 1948 ، أصدرت الحكومة العراقية قرار يسمح لليهود الراغبين بالسفر الى أرض الميعاد بالسفراليها بشرط عدم العودة الى العراق و عدم أخذ أي من الممتلكات معه ، رغم الشروط القاسية ، دفع أكثر من 120 ألف يهودي عراقي هذا الثمن الباهض و قبلوا بالسفر بهذه الشروط تاركين بضعة الاف من اليهود فقط خلفهم في العراق. بقيت أنا و عائلتي في العراق ، و في ذلك الوقت كانت الأمور تصعب على اليهود بشكل كبير ، الرجال بدأوا يخسروا أشغالهم و الطلاب اليهود بدأوا يمنعون من التسجيل في الجامعات و حتى الخروج من البلاد أصبح ممنوع و شبه مستحيل . أخيراً قررنا الهرب عن طريق الحدود الايرانية الا أن الشرطة قبضت علينا و أخذونا الى التحقيق و حققوا مع كل منا على حدى و اتهموني و أنا كنت بنت الثماني سنين بالجاسوسية لاسرائيل ! . عندما أطلق سراحنا ، أكتشفنا أن الأمن صادر معظم ممتلكاتنا . بعد فترة من الزمن تمكننا من الحصول على تذكرة خروج من البلاد بحجة اجازة لمدة عشرة أيام في تركيا ، لم ناخذ معنا سوى حقيبة صغيرة و بعض الأموال ، لم نأخذ ذكرياتنا و فساتيننا الأنيقة التي حاكتها لنا أمي لم نأخذ ألبومات صورنا و لا أي شئ اخر كي لا نشكك الأمن فينا ، خرجنا و علمنا أننا لن نعود أبداً الى العراق بعدها . من تركيا ، سافرنا لأمستردام حيث توفي أبي بسكتة قلبية ، درست في مدارس انكلترا لبعض الوقت حتى غادرنا الى امريكا التي عشت فيها منذ العام 1991 و التي أدير منها اليوم المنظمة العالمية ليهود العراق حيث تعرفت على مجموعات من الناس لهم نفس تاريخي ، ترك العراق بالنسبة لنا جميعا عنى لنا الكثير و عنى لنا ترك كل شئ عزيز على قلبنا في البلد الذي طردتنا . لاحقاً و في العام 2003 و بينما كان حنود عراقيين يبحثون ع أسلحة دمار شامل في مبنى المخابرات العامة لصدام حسين عثروا على كنز ثمين بالنسبة لنا نحن يهود العراق ، الاف الكتب و المخطوطات و الوثائق التاريخية التي يعود بعضها الى العام 1540 ، كانت الوثائق و الكتب الدينية غارقة في قبو المبنى و في حالة يرثى لها و لكن تمكن بعد ذلك الأمريكان من نقلها الى الولايات المتحدة بموجب صفقة تمت مع الحكومة العراقية . أخيراً تم عرض الأرشيف على شبكة الانترنت و أصبح متاح للجميع لرؤيته الا أن مصير الأرشيف ذاته مازال غير مضمون لأن حكومة جورج بوش وعدت الحكومة العراقية باعادة الأرشيف للعراق حين تنتهي عملية اعادة ترميمه . للحكومة الأمريكية حساسية خاصة تجاه الموضوع اذ انها صادرت عندما كانت في العراق كذلك أرشيف البعض العراقي الى جانب الأرشيف اليهودي و هي واقعة في حرج اذ ان الحكومة العراقية تطالب الامريكان باعادة الأرشيفين و الأرشيفين و خاصة الأرشيف البعثي يهم الحكومة الأمريكية بشكل خاص و كبير اذانه بمثابة الصندوق الأسود للطائرة و كذلك الأرشيف اليهودي لأنه اخر ما تبقى للجالية اليهودية العراقية من ذكريات في العراق . اذاً الى أين يجب أن يذهب الأرشيف ؟ الى اسرائيل حيث يقيم أكبر عدد من يهود العراق أصحاب العلاقة بالأرشيف أم هذا سيتسبب باعتراض كبير من الحكومة العراقية ؟ ارجاعها الى العراق و الوقوف عند وعد الحكومة الأمريكية ؟ الا أن هذا سيؤدي الى اغضاب اليهود العراقيين أصحاب العلاقة بالأمر . اضافة الى أن ارجاع الأرشيف الى العراق سيحرم اليهود من رؤيته الى الأبد لذلك على الحكومة الامريكية أن تتأكد من الاحتفاظ بالأرشيف امناً في الولايات المتحدة . ربما يعود العراق امنا سالماً يوما و يعود يهوده اليه ، في هذه الحالة فقط يمكن ارجاع الأرشيف الى العراق ، في أي حال اخر يجب أن يبقى الأرشيف متوفراً في مكان يستطيع أصحابه رؤيته فيه كالولايات المتحدة .November 4, 2016Posted on No Comments

من سبعة و خمسون سنة مضت كان يعيش في العراق 120 ألف يهودي .في بغداد كانوا رواد في التجارة و مهن كثيرة كالطب و المحاماة و التدريس و الفن و الموسيقى dddو الكتابة و الهندسة. الصيف الماضي ، أخبرني صديق عائد من بغداد أنه لم يستطع أن يحصي أكثر من 5 يهود في العراق ،ليس 5000 و لا 500 بل 5 ،هم عدة مسنين أكبر من أن يتمكنوا من الانتقال ، و عندما يموتو لن يتبقى أي يهودي في العراق. كان العراق موطن اليهود لأكثر من 2500 سنة. و كتب الانجيل التلمودي في العراق . و على الرغم من بعض حوادث العنف الطائفية فان اليهود و المسلمين عاشوا في العراق بأمان و اخاء حتى انتشرت موجة معاداة السامية في القرن ال20 و التي أدت الى مذبحة الفرهود التي حصلت في العراق . بدأت القصة في حزيران 1941 عندما قامت ميليشيات موالية للنازية بالاعتداء على اليهود في الباصات و على الأرصفة ، قتلوا الأطفال و الشيوخ و اغتصبوا و قتلوا النساء و نهبوا المنازل من كل محتوياتها و عندما انتهت المذبحة و النهب كان عدد اليهود المقتولين 130 شخص اضافة الى مئات من الجرحى .

بعد أقل من سنتين من اعلان قيام دولة اسرائيل 1948 ، أصدرت الحكومة العراقية قرار يسمح لليهود الراغبين بالسفر الى أرض الميعاد بالسفراليها بشرط عدم العودة الى العراق و عدم أخذ أي من الممتلكات معه ، رغم الشروط القاسية ، دفع أكثر من 120 ألف يهودي عراقي هذا الثمن الباهض و قبلوا بالسفر بهذه الشروط تاركين بضعة الاف من اليهود فقط خلفهم في العراق.

بقيت أنا و عائلتي في العراق ، و في ذلك الوقت كانت الأمور تصعب على اليهود بشكل كبير ، الرجال بدأوا يخسروا أشغالهم و الطلاب اليهود بدأوا يمنعون من التسجيل في الجامعات و حتى الخروج من البلاد أصبح ممنوع و شبه مستحيل . أخيراً قررنا الهرب عن طريق الحدود الايرانية الا أن الشرطة قبضت علينا و أخذونا الى التحقيق و حققوا مع كل منا على حدى و اتهموني و أنا كنت بنت الثماني سنين بالجاسوسية لاسرائيل ! .

عندما أطلق سراحنا ، أكتشفنا أن الأمن صادر معظم ممتلكاتنا . بعد فترة من الزمن تمكننا من الحصول على تذكرة خروج من البلاد بحجة اجازة لمدة عشرة أيام في تركيا ، لم ناخذ معنا سوى حقيبة صغيرة و بعض الأموال ، لم نأخذ ذكرياتنا و فساتيننا الأنيقة التي حاكتها لنا أمي لم نأخذ ألبومات صورنا و لا أي شئ اخر كي لا نشكك الأمن فينا ، خرجنا و علمنا أننا لن نعود أبداً الى العراق بعدها . من تركيا ، سافرنا لأمستردام حيث توفي أبي بسكتة قلبية ، درست في مدارس انكلترا لبعض الوقت حتى غادرنا الى امريكا التي عشت فيها منذ العام 1991 و التي أدير منها اليوم المنظمة العالمية ليهود العراق حيث تعرفت على مجموعات من الناس لهم نفس تاريخي ، ترك العراق بالنسبة لنا جميعا عنى لنا الكثير و عنى لنا ترك كل شئ عزيز على قلبنا في البلد الذي طردتنا .

لاحقاً و في العام 2003 و بينما كان حنود عراقيين يبحثون ع أسلحة دمار شامل في مبنى المخابرات العامة لصدام حسين عثروا على كنز ثمين بالنسبة لنا نحن يهود العراق ، الاف الكتب و المخطوطات و الوثائق التاريخية التي يعود بعضها الى العام 1540 ، كانت الوثائق و الكتب الدينية غارقة في قبو المبنى و في حالة يرثى لها و لكن تمكن بعد ذلك الأمريكان من نقلها الى الولايات المتحدة بموجب صفقة تمت مع الحكومة العراقية . أخيراً تم عرض الأرشيف على شبكة الانترنت و أصبح متاح للجميع لرؤيته الا أن مصير الأرشيف ذاته مازال غير مضمون لأن حكومة جورج بوش وعدت الحكومة العراقية باعادة الأرشيف للعراق حين تنتهي عملية اعادة ترميمه . للحكومة الأمريكية حساسية خاصة تجاه الموضوع اذ انها صادرت عندما كانت في العراق كذلك أرشيف البعض العراقي الى جانب الأرشيف اليهودي و هي واقعة في حرج اذ ان الحكومة العراقية تطالب الامريكان باعادة الأرشيفين و الأرشيفين و خاصة الأرشيف البعثي يهم الحكومة الأمريكية بشكل خاص و كبير اذانه بمثابة الصندوق الأسود للطائرة و كذلك الأرشيف اليهودي لأنه اخر ما تبقى للجالية اليهودية العراقية من ذكريات في العراق .

اذاً الى أين يجب أن يذهب الأرشيف ؟ الى اسرائيل حيث يقيم أكبر عدد من يهود العراق أصحاب العلاقة بالأرشيف أم هذا سيتسبب باعتراض كبير من الحكومة العراقية ؟ ارجاعها الى العراق و الوقوف عند وعد الحكومة الأمريكية ؟ الا أن هذا سيؤدي الى اغضاب اليهود العراقيين أصحاب العلاقة بالأمر . اضافة الى أن ارجاع الأرشيف الى العراق سيحرم اليهود من رؤيته الى الأبد لذلك على الحكومة الامريكية أن تتأكد من الاحتفاظ بالأرشيف امناً في الولايات المتحدة . ربما يعود العراق امنا سالماً يوما و يعود يهوده اليه ، في هذه الحالة فقط يمكن ارجاع الأرشيف الى العراق ، في أي حال اخر يجب أن يبقى الأرشيف متوفراً في مكان يستطيع أصحابه رؤيته فيه كالولايات المتحدة .