هل يكون مصير يهود العراق مصير كافة الأقليات قريباً

في عام 2003، شغلت منصب مسؤول ائتلاف الولايات المتحدة المسؤول عن ادارة”محافظة كركوك في شمال العراق. في ذلك الوقت، أدهشني كيف تزاوجت المجتمعات المختلفة في ذلك المكان، وتكلموا لغات بعضهم البعض، وأحبوا ثقافات بعضهم البعض. iraq-jew-1423643566 في محاولة لنزع فتيل التوترات الناشئة من الصراع على السلطة بعد الإطاحة بنظام صدام حسين، نظمت حفل ثقافي في متحف كركوك. لليلة واحدة، وضعنا للعرض العديد من القطع الأثرية التي سرقت من المتحف والتي تم الاحتفاظ بها في بيوت الناس . و قدمت بعض المجموعات عروض تقليدية. توجت الليلة مع رقصة دبكة شارك فيها الجميع ، جنبا إلى جنب، في طابور طويل. عضو مجلس المحافظة قال لي “هذه هي كركوك وهذا هو ما نحن عليه.” ولكن في اليوم التالي، عاد المتحف مرة أخرى فارغ، لم يعد مكانا لحماية وإحياء التنوع الغني والتراث المشترك بين جميع العراقيين. الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق والسياسات الخاطئة أدت وللأسف الى انهيار الدولة الهشة والنخب الجديدة لم تفعل شيئا يذكر لتعزيز الهوية العراقية وللاحتفال بالتعايش بين الطوائف. بدلا من ذلك، ركزت بشكل ضيق على الروايات الطائفية والعرقية، وتأليب المجتمعات المحلية ضد بعضها البعض. شارف العراق اليوم على فقدان مجتمعاته بأكملها والتي كانت وجه من وجوه المشهد في البلاد منذ آلاف السنين. الأرض التي كتب فيها التاريخ حيث الأضرحة، والآثار وغيرها من الأدلة من 8000 سنة من التراث متعدد الثقافات تحت التهديد الابادة. في أعقاب استيلاء مركز محافظة نينوى من قبل الدولة الإسلامية، فر اليزيديين والمسيحيين. وفي الموصل، تم هدم 42 موقع تراثي، بما في ذلك الحضر، ومعبد آشور، خورسباد، نمرود، والنبي يونس. هذه الخسارة تستدعي إلى الأذهان النفى السابق لعراقيين اخرين من بلادهم: يهود العراق و الذي غادر 118،000 منهم العراق 1950. في يوليو، التقيت ادوين شقير في ورشة عمل في معهد رادكليف في جامعة هارفارد لمواجهة تدمير الاثار العراقية. ادوين واحد من اليهود الأخيرين الذين رفضوا مغادرة العراق. وعلى الرغم من أكثر من 50 عاما في المنفى، لا يزال العراق حاضراً بشكل واضح في ذاكرته .و قال لي ادوين الأضرحة الاثرية والمعالم التاريخية هامة لأنها قادرة على أن تظهر لابنه و الاجيال القادمة الذي نشأت في لندن و الخارج، من هم ومن أين أتوا. فالأضرحة توفر اتصال مع الماضي و تظهر بشكل ملموس لابنه أين وكيف عاش أجداده و تعمل على نقل الذكريات من جيل إلى آخر. أنها تحمل شهادة على الماضي، دليلا على وجودنا هناك. التراث اليهودي في العراق غير عادي. كانت بابل مركزا للتعليم اليهودي حيث تم كتابة التلمود. تعداد بغداد عام 1917 يكشف عن أن 40٪ من سكان المدينة كانوا يهود بعد الاستقلال، كان أول وزير للمالية العراقية يهودي، وكانوا أعضاء في البرلمان اليهود. السجلات تشهد على مساهمة اليهود في الحياة الثقافية للعاصمة. أما الفرهود يقول ادوين، كانت مذبحة مأساوية ومروعة، قتل فيها 180 من اليهود ولكن ينبغي أن ينظر إليه في سياق قرون من التعايش السلمي. اليهود العراقيين ما زالوا يشعرون برابطة قوية مع العراق والحنين واضح في مجموعاتهم على الفيسبوك والمواقع الإلكترونية، وأشرطة فيديو اليوتيوب من الموسيقى العراقية التقليدية التي يعزفها الآن اليهود الذين يعيشون في إسرائيل أو لندن . هذه الأمور بمثابة مستودعات للذاكرة، في نفس الوقت من بيوتهم الامنة في المنفى، ينادي العراقيين الحكومة العراقية إلى اتخاذ تدابير ملموسة لحماية الأماكن الأثرية التي تضم ذكريات التنوع من متاحف وكنائس ومعابد للتأكيد على تراث العراق الغني في الماضي الإسلامي والجاهلي، عن طريق التعليم والأحداث الثقافية؛ ولتسهيل العودة الآمنة للأقليات العرقية والدينية في العراق بمجرد أن يسمح الوضع الأمني.November 4, 2016Posted on No Comments

في عام 2003، شغلت منصب مسؤول ائتلاف الولايات المتحدة المسؤول عن ادارة”محافظة كركوك في شمال العراق. في ذلك الوقت، أدهشني كيف تزاوجت المجتمعات المختلفة في ذلك المكان، وتكلموا لغات بعضهم البعض، وأحبوا ثقافات بعضهم البعض.

iraq-jew-1423643566

في محاولة لنزع فتيل التوترات الناشئة من الصراع على السلطة بعد الإطاحة بنظام صدام حسين، نظمت حفل ثقافي في متحف كركوك. لليلة واحدة، وضعنا للعرض العديد من القطع الأثرية التي سرقت من المتحف والتي تم الاحتفاظ بها في بيوت الناس . و قدمت بعض المجموعات عروض تقليدية. توجت الليلة مع رقصة دبكة شارك فيها الجميع ، جنبا إلى جنب، في طابور طويل. عضو مجلس المحافظة قال لي “هذه هي كركوك وهذا هو ما نحن عليه.” ولكن في اليوم التالي، عاد المتحف مرة أخرى فارغ، لم يعد مكانا لحماية وإحياء التنوع الغني والتراث المشترك بين جميع العراقيين.

الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق والسياسات الخاطئة أدت وللأسف الى انهيار الدولة الهشة والنخب الجديدة لم تفعل شيئا يذكر لتعزيز الهوية العراقية وللاحتفال بالتعايش بين الطوائف. بدلا من ذلك، ركزت بشكل ضيق على الروايات الطائفية والعرقية، وتأليب المجتمعات المحلية ضد بعضها البعض. شارف العراق اليوم على فقدان مجتمعاته بأكملها والتي كانت وجه من وجوه المشهد في البلاد منذ آلاف السنين. الأرض التي كتب فيها التاريخ حيث الأضرحة، والآثار وغيرها من الأدلة من 8000 سنة من التراث متعدد الثقافات تحت التهديد الابادة. في أعقاب استيلاء مركز محافظة نينوى من قبل الدولة الإسلامية، فر اليزيديين والمسيحيين. وفي الموصل، تم هدم 42 موقع تراثي، بما في ذلك الحضر، ومعبد آشور، خورسباد، نمرود، والنبي يونس. هذه الخسارة تستدعي إلى الأذهان النفى السابق لعراقيين اخرين من بلادهم: يهود العراق و الذي غادر 118،000 منهم العراق 1950.

في يوليو، التقيت ادوين شقير في ورشة عمل في معهد رادكليف في جامعة هارفارد لمواجهة تدمير الاثار العراقية. ادوين واحد من اليهود الأخيرين الذين رفضوا مغادرة العراق. وعلى الرغم من أكثر من 50 عاما في المنفى، لا يزال العراق حاضراً بشكل واضح في ذاكرته .و قال لي ادوين الأضرحة الاثرية والمعالم التاريخية هامة لأنها قادرة على أن تظهر لابنه و الاجيال القادمة الذي نشأت في لندن و الخارج، من هم ومن أين أتوا. فالأضرحة توفر اتصال مع الماضي و تظهر بشكل ملموس لابنه أين وكيف عاش أجداده و تعمل على نقل الذكريات من جيل إلى آخر. أنها تحمل شهادة على الماضي، دليلا على وجودنا هناك. التراث اليهودي في العراق غير عادي. كانت بابل مركزا للتعليم اليهودي حيث تم كتابة التلمود. تعداد بغداد عام 1917 يكشف عن أن 40٪ من سكان المدينة كانوا يهود بعد الاستقلال، كان أول وزير للمالية العراقية يهودي، وكانوا أعضاء في البرلمان اليهود. السجلات تشهد على مساهمة اليهود في الحياة الثقافية للعاصمة. أما الفرهود يقول ادوين، كانت مذبحة مأساوية ومروعة، قتل فيها 180 من اليهود ولكن ينبغي أن ينظر إليه في سياق قرون من التعايش السلمي. اليهود العراقيين ما زالوا يشعرون برابطة قوية مع العراق والحنين واضح في مجموعاتهم على الفيسبوك والمواقع الإلكترونية، وأشرطة فيديو اليوتيوب من الموسيقى العراقية التقليدية التي يعزفها الآن اليهود الذين يعيشون في إسرائيل أو لندن . هذه الأمور بمثابة مستودعات للذاكرة، في نفس الوقت من بيوتهم الامنة في المنفى، ينادي العراقيين الحكومة العراقية إلى اتخاذ تدابير ملموسة لحماية الأماكن الأثرية التي تضم ذكريات التنوع من متاحف وكنائس ومعابد للتأكيد على تراث العراق الغني في الماضي الإسلامي والجاهلي، عن طريق التعليم والأحداث الثقافية؛ ولتسهيل العودة الآمنة للأقليات العرقية والدينية في العراق بمجرد أن يسمح الوضع الأمني.