جورسليم بوست : في ذكرى اللاجئين اليهود من العالم العربي

Jpost

هل حان الوقت لتذكر معاناة اللاجئين اليهود من الدول العربية و تعويضهم  ؟

بلاتن

ينظر اليوم لاسرائيل من قبل البعض في العالم على أنها كيان استعماري استيطاني زرعه الغرب في قلب الشرق الأوسط ، يسعى لاقتلاع العرب السكان الأصليين من ديارهم و ديار أجدادهم .

بالطبع هناك الكثير من المغالطة في هذا الطرح سواء من الناحية التاريخية أو الواقعية أو المعنوية و ضعف هذا الطرح وعدم دقته يعود اما لجهل في الحقائق أو حقد أو خليط من الاثنين .

مع ذلك فان أعظم رد على هذه الادعاءات و الأكاذيب هو قصص و تاريخ طرد الجاليات اليهودية التي كانت موجودة و بأعداد كبيرة في الشرق الأوسط و شمال أفريقيا و التي كانت أعدادهم ما

يقارب المليون بينما لا يتجاوز الان بضعة الاف، و الذي يشكل أحفادهم اليوم ما يقارب أكثر من نصف سكان اسرائيل

رغم أن اسرائيل هي الموطن و المهد الأساسي للشعب اليهودي منذ الاف السنين ، كان اليهود منتشرين و متواجدين في جميع أنحاء الشرق الأوسط، حيث كانت الثقافة اليهودية موجودة في بلاد  الشام و شمال افريقيا و بابل و شبه الجزيرة العربية و منطقة الخليج لأكثر من ٢٥٠٠ سنة قبل ظهور الاسلام و الفتوحات العربية ، كما حكم اليهود في التاريخ القديم أجزاء من الشرق الأوسط و اسرائيل لفترات متقطعة .

خلال القرون التي تلت الفتح الاسلامي أصبحت المنطقة "المعربة قسرا" تدعى العالم العربي ، و أصبحت الشعوب الغير عربية و الأصلية أقليات في أراضيهم تحت الحكم الاسلامي "العربي" و اعتبر هذا الحكم اليهود أهل ذمة ، مواطنين من الدرجة الثانية مجبرين على دفع الضرائب الخاصة و ارتداء علامات مميزة و أصبحت تسن تشريعات خاصة بهم تحد من حقوقهم ، مما أدى الى تفاوت قوة اليهود و حريتهم في تلك البلاد .

على مر القرون، كان هناك العديد من المجازر والتطهير العرقي لليهود في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا،كما تم القضاء على العديد من الجاليات اليهودية في شبه الجزيرة العربية في عدة مناسبات

في القرن السابع . أما في دول أخرى كالمغرب و الجزائر و ليبيا اضطر اليهود للعيش في غيتوهات معزولة كذلك الحال في اليمن و العراق ، و واجه يهود المنطقة في النهاية اما اعلان الاسلام أو الموت.

اتهامات كاذبة والتشهير الدم في كثير من الأحيان أدت إلى أعمال شغب واسعة النطاق في المناطق اليهودية وترك العديد من القتلى، وطرد المتدهورة. في 1930s و 1940s كانت هناك مذابح مستوحاة من النازية لليهود في ليبيا والجزائر، وأشهرها في بغداد، والمعروفة باسم فرهود.

الاتهامات الكاذبة التي أخذ يسوقها بعض العنصريين في الدول العربية ضد اليهود و التشهير بهم أدى الى أحداث شغب ضد اليهود في مناطقهم و سقط العديد من القتلى ، و تم طرد الكثير منهم حوالي العام ١٩٤٠ ، كما قامت مجازر ضدهم في بعض الدول العربية استوحت من الهولوكوست ، حدث أشهرها في بغداد و عرفت باسم الفرهود .

بعد قرار التقسيم للأمم المتحدة، والذي أوصى بإنشاء دولة يهودية في إسرائيل، وضعت اللجنة السياسية للجامعة العربية (جامعة الدول العربية) القانون الذي كان يحكم الوضع القانوني للسكان اليهود في جميع البلدان العربية. وطالب هذا القانون، وضع جميع اليهود في العالم العربي على أنهم أعداء وجمدت أصولهم و صادرت أملاكهم و سجنت أعداد كبيرة منهم.

تعتبر قصص يهود الدول العربية من القصص و التواريخ المنسية التي لا يعلم بها للأسف الكثير لا في اسرائيل و لا خارجها

مع أخذ كل هذه الأحداث التاريخية بعين الاعتبار، قمت في وقت سابق من هذا العام بتمرير قانونا طال انتظاره ، أقرّ 30 نوفمبر بوصفه يوما وطنياً في اسرائيل للاحتفال بالاجئين اليهود من الدول العربية. في هذا اليوم، سيكون هناك جلسات كنيست استثنائية مكرسة لهذه المسألة؛ لزجر وزارة التربية والتعليم لتعليم الطلاب عن تاريخ طرد أجدادهم  من الدول العربية ، كما ستقوم وزارة الخارجية بتكليف ممثليها في جميع أنحاء العالم للاحتفال بهذه المناسبة بشكل مناسب.

 مع شركائنا من جميع أنحاء العالم ، و منظمات تدعم هذا الموضوع كمنظمة العدالة لليهود ،و "جيمنا" الداعمة ليهود الشرق الأوسط و شمال أفريقيا ، نقوم بترتيب مجموعة من الأحداث في جميع  أنحاء العالم بما فيها العاصمة واشنطن ،نيويورك ، سيدني ،مونتريال ، سنغافورة ، و باريس و لندن و روما.

ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير من العمل للقيام به. معظم اليهود لا يعرفون هذا التاريخ، ونادرا ما يتم تدريسه في المدارس اليهودية والمعابد اليهودية أو المؤسسات في جميع أنحاء العالم. إذا أردنا تصحيح هذا الظلم التاريخي يجب علينا أولا معرفة المزيد عن ذلك. خلال العام المقبل، سيتم إرسال المعرض المتنقل الذي أنشأته وزارة الخارجية إلى السفارات والقنصليات الإسرائيلية في جميع أنحاء العالم بهدف إبلاغ الدول الأخرى في جميع أنحاء العالم حول هذا الموضوع المهمل. فمن الأهمية بمكان أن تشارك المجتمعات اليهودية في هذه الأحداث فلا يكون الجهل بها ذريعة. تم تسجيل قضية اللاجئين اليهود في الماضي من قبل مسؤولي الأمم المتحدة، في اتفاقات السلام والأهم من ذلك، بموجب القانون الدولي.لقد حان الوقت أن نضع قصة والتعويض النهائي للاجئين اليهود من الدول العربية مرة أخرى على جدول أعمال مشترك ودولي لليهودي. يمكننا أن نبدأ في 30 نوفمبر تشرين الثاني.%A %B %e%q, %YPosted on
No Comments
Jpost

هل حان الوقت لتذكر معاناة اللاجئين اليهود من الدول العربية و تعويضهم  ؟

بلاتن

ينظر اليوم لاسرائيل من قبل البعض في العالم على أنها كيان استعماري استيطاني زرعه الغرب في قلب الشرق الأوسط ، يسعى لاقتلاع العرب السكان الأصليين من ديارهم و ديار أجدادهم .

بالطبع هناك الكثير من المغالطة في هذا الطرح سواء من الناحية التاريخية أو الواقعية أو المعنوية و ضعف هذا الطرح وعدم دقته يعود اما لجهل في الحقائق أو حقد أو خليط من الاثنين .

مع ذلك فان أعظم رد على هذه الادعاءات و الأكاذيب هو قصص و تاريخ طرد الجاليات اليهودية التي كانت موجودة و بأعداد كبيرة في الشرق الأوسط و شمال أفريقيا و التي كانت أعدادهم ما

يقارب المليون بينما لا يتجاوز الان بضعة الاف، و الذي يشكل أحفادهم اليوم ما يقارب أكثر من نصف سكان اسرائيل

رغم أن اسرائيل هي الموطن و المهد الأساسي للشعب اليهودي منذ الاف السنين ، كان اليهود منتشرين و متواجدين في جميع أنحاء الشرق الأوسط، حيث كانت الثقافة اليهودية موجودة في بلاد  الشام و شمال افريقيا و بابل و شبه الجزيرة العربية و منطقة الخليج لأكثر من ٢٥٠٠ سنة قبل ظهور الاسلام و الفتوحات العربية ، كما حكم اليهود في التاريخ القديم أجزاء من الشرق الأوسط و اسرائيل لفترات متقطعة .

خلال القرون التي تلت الفتح الاسلامي أصبحت المنطقة “المعربة قسرا” تدعى العالم العربي ، و أصبحت الشعوب الغير عربية و الأصلية أقليات في أراضيهم تحت الحكم الاسلامي “العربي” و اعتبر هذا الحكم اليهود أهل ذمة ، مواطنين من الدرجة الثانية مجبرين على دفع الضرائب الخاصة و ارتداء علامات مميزة و أصبحت تسن تشريعات خاصة بهم تحد من حقوقهم ، مما أدى الى تفاوت قوة اليهود و حريتهم في تلك البلاد .

على مر القرون، كان هناك العديد من المجازر والتطهير العرقي لليهود في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا،كما تم القضاء على العديد من الجاليات اليهودية في شبه الجزيرة العربية في عدة مناسبات

في القرن السابع . أما في دول أخرى كالمغرب و الجزائر و ليبيا اضطر اليهود للعيش في غيتوهات معزولة كذلك الحال في اليمن و العراق ، و واجه يهود المنطقة في النهاية اما اعلان الاسلام أو الموت.

اتهامات كاذبة والتشهير الدم في كثير من الأحيان أدت إلى أعمال شغب واسعة النطاق في المناطق اليهودية وترك العديد من القتلى، وطرد المتدهورة. في 1930s و 1940s كانت هناك مذابح مستوحاة من النازية لليهود في ليبيا والجزائر، وأشهرها في بغداد، والمعروفة باسم فرهود.

الاتهامات الكاذبة التي أخذ يسوقها بعض العنصريين في الدول العربية ضد اليهود و التشهير بهم أدى الى أحداث شغب ضد اليهود في مناطقهم و سقط العديد من القتلى ، و تم طرد الكثير منهم حوالي العام ١٩٤٠ ، كما قامت مجازر ضدهم في بعض الدول العربية استوحت من الهولوكوست ، حدث أشهرها في بغداد و عرفت باسم الفرهود .

بعد قرار التقسيم للأمم المتحدة، والذي أوصى بإنشاء دولة يهودية في إسرائيل، وضعت اللجنة السياسية للجامعة العربية (جامعة الدول العربية) القانون الذي كان يحكم الوضع القانوني للسكان اليهود في جميع البلدان العربية. وطالب هذا القانون، وضع جميع اليهود في العالم العربي على أنهم أعداء وجمدت أصولهم و صادرت أملاكهم و سجنت أعداد كبيرة منهم.

تعتبر قصص يهود الدول العربية من القصص و التواريخ المنسية التي لا يعلم بها للأسف الكثير لا في اسرائيل و لا خارجها

مع أخذ كل هذه الأحداث التاريخية بعين الاعتبار، قمت في وقت سابق من هذا العام بتمرير قانونا طال انتظاره ، أقرّ 30 نوفمبر بوصفه يوما وطنياً في اسرائيل للاحتفال بالاجئين اليهود من الدول العربية. في هذا اليوم، سيكون هناك جلسات كنيست استثنائية مكرسة لهذه المسألة؛ لزجر وزارة التربية والتعليم لتعليم الطلاب عن تاريخ طرد أجدادهم  من الدول العربية ، كما ستقوم وزارة الخارجية بتكليف ممثليها في جميع أنحاء العالم للاحتفال بهذه المناسبة بشكل مناسب.

 مع شركائنا من جميع أنحاء العالم ، و منظمات تدعم هذا الموضوع كمنظمة العدالة لليهود ،و “جيمنا” الداعمة ليهود الشرق الأوسط و شمال أفريقيا ، نقوم بترتيب مجموعة من الأحداث في جميع  أنحاء العالم بما فيها العاصمة واشنطن ،نيويورك ، سيدني ،مونتريال ، سنغافورة ، و باريس و لندن و روما.

ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير من العمل للقيام به. معظم اليهود لا يعرفون هذا التاريخ، ونادرا ما يتم تدريسه في المدارس اليهودية والمعابد اليهودية أو المؤسسات في جميع أنحاء العالم.

إذا أردنا تصحيح هذا الظلم التاريخي يجب علينا أولا معرفة المزيد عن ذلك. خلال العام المقبل، سيتم إرسال المعرض المتنقل الذي أنشأته وزارة الخارجية إلى السفارات والقنصليات الإسرائيلية في جميع أنحاء العالم بهدف إبلاغ الدول الأخرى في جميع أنحاء العالم حول هذا الموضوع المهمل.

فمن الأهمية بمكان أن تشارك المجتمعات اليهودية في هذه الأحداث فلا يكون الجهل بها ذريعة.

تم تسجيل قضية اللاجئين اليهود في الماضي من قبل مسؤولي الأمم المتحدة، في اتفاقات السلام والأهم من ذلك، بموجب القانون الدولي.لقد حان الوقت أن نضع قصة والتعويض النهائي للاجئين اليهود من الدول العربية مرة أخرى على جدول أعمال مشترك ودولي لليهودي.

يمكننا أن نبدأ في 30 نوفمبر تشرين الثاني.