تاريخ يهود اليمن

هناك العديد من الأساطير التي تسرد قصة مجئ اليهود إلى اليمن. يعتقد البعض أن اليهود وصلوا إلى اليمن بعد تلقيهم أمراً من الملك سليمان للبحث عن الذهب والفضة لبناء الهيكل في عام ٩٠٠ قبل الميلاد. ومع ذلك، فوفقاً للتقاليد اليمنية، يُعتقد أن اليهود هاجروا إلى اليمن عندما سمعوا عن الدمار الوشيك للهيكل الأول والذي حدث عام ٥٨٦ قبل الميلاد. وعلى الرغم من الخلاف حول تاريخ وصول اليهود إلى اليمن، ليس هناك شك حول تاريخهم الطويل الغني.

بحلول القرن العاشر الميلادي، كان الإسلام قد وصل إلى الحكم ومنح اليهود الحق في حرية الدين مقابل دفعهم الجزية. وقد عومل اليهود كمواطنين من الدرجة الثانية، ونُظِر إليهم كمنبوذين. وفي عام ١٦٧٩ طُرد قسم كبير من أبناء الجالية اليهودية من المنطقة، ولكن بعد عام واحد طُلب منهم العودة عندما كان الاقتصاد في اليمن يعاني من صعوبات، حيث كان اليهود يتمتعون بمهارات حرفية وصناعية مهنية كانت البلاد بحاجة إليها. وبحلول القرن الثامن عشر حدث تجدد في الحياة اليهودية في اليمن.

شهد عام ١٨٨٢ أول موجة من الهجرة اليهودية إلى فلسطين عندما بدأت ظروف اليهود تزداد سوءاً. ويتطلب قانون إسلامي قديم فُرض عام ١٩٢٢ تحويل جميع الأيتام اليهود تحت سن ١٢ عاما قسراً إلى الإسلام. وعندما أُعلن عن نهاية الانتداب البريطاني على فلسطين عام ١٩٤٧ حدثت أعمال شغب أسفرت عن وقوع مذبحة دموية قُتل خلالها ٨٢ يهودي وتم تدمير مئات المنازل والأعمال التجارية. وعندئذ أصبحت الجالية اليهودية مشلولة من جراء الخسارة. وهكذا بدءاً من عامي ١٩٥٠-١٩٤٩ تم نقل جميع أبناء الجالية اليهودية اليمنية تقريباً عن طريق الجو إلى إسرائيل عبر “عملية البساط السحري”. وقد منعت الحرب الأهلية التي اندلعت عام ١٩٦٢ من بقية أبناء الطائفة اليهودية الذين بقوا في اليمن من مغادرة البلاد، على الرغم من أن عدداً قليلاً منهم قد تمكن من الهرب على أي حال. وبحلول عام ٢٠٠٥ كان هناك أقل من ٢٠٠ يهودي ما زالوا يعيشون في اليمن.