طفلة يهودية نشأت في مصر ثم أصبحت مجندة في الجيش الاسرائيلي

“كان اسمي رولين عبد الله, عشت طفولتي في مدينة الإسكندرية المصرية تعلمت في مدارسها، وصادقت أبناءها وبناتها وترعرعت بينهم وتعلقت بهم لكنني شعرت في بعض الاحيان انني مختلفة  وأن شيئا ما بالغ ألأهمية ينقصني وهو- من انا؟ لماذا يمنعني والدي من التعلق بدينٍ ما, كنت أبحث دائما عن انتماء لكي لا أشعر بالاختلاف لن أعرف عن نفسي وعن عائلتي شيء. في مرحلة ما، كنت اعتقد أنني انتمي لعائلة مسيحية علمانية ومع ذلك لم اسمع في المنزل اي مصطلح بشان الديانات والحضارات .عندما كانوا طلاب صفي يتكلمون عن حضارتهم وأديانهم كنت اتسائل طيلة الوقت عن هويتي وعن حضارتي مع ذلك تربيت على حب واحترام الغير اياً كان لم اسمع بتاتًا اي كراهية وغضب في المنزل بالرغم ما كنت أسمع وأرى في المدرسة والشارع والتلفاز  . حول الكراهية الموجهة للشعب اليهودي  فعندما كنت أسال جدي ووالدي فلم اتلقى اجابة كافية

فمن أنا؟؟؟؟

لست مسيحية ولست مسلمة. فماذا أكون؟ 

لم يتأخر الجواب بالوصول. فبعد أن قامت مجموعة من أتباع التيار السلفي في مصر باقتحام منزلي وبتهديدنا بالسلاح وبالعصي، بأن علينا مغادرة مصر خلال فترة قصيرة، لأننا عائلة يهودية،  هنا تلقيت جزءاً من الجواب ولكن ليس  الجواب بأكمله !! كنت متأكدة أنهم لصوص لا اكثر

لن أنسى هذا اليوم فهو محفورًا في ذاكرتي. جلست في غرفتي للدراسة للامتحان في موضوع التاريخ وما بي اسمع صرخات أمي وخالتي من خلف جدران الغرفة وعند خروجي من الغرفة فوجدتهم يلقون بهن على الارض ويبحثون عن والدي وعمي ولكن من حسن حظهم لم يكونوا في المنزل.

قاموا بالصراخ في المنزل وبكسر كل ما وقع في ايديهم وبالصراخ ب”عيلة اليهود”  لم يخطر في ذهني انهم يقصدون ذلك وعندما خرجوا  قمت بتفقد المنزل وأدركت حينئذ ان هدفهم كان ليس سرقة شيء من بيتنا.

فهم ليس لصوصًا فلماذا قاموا بفعل ذلك؟

وهنا جاءت المفاجأة الكبيرة عند قيام جدي باجتماعنا في أعقاب الحادثة وبقوله اننا يهود وعلينا ترك مصر في أسرع وقت.
بالنسبة لي لم اتخيل يوماً أنني ابنة لعائلة يهودية. أولاً لأن والدي لم يذكرا هذا الأمر أمامي في أي يوم من الأيام. وثانيا، لأنني تربيت طوال عمري في المدارس المصرية، على رواية القاتل، المحتل، والعدو… فكيف أصبح – انا ذاتي – هذا “العدو” بين ليلة وضحاها؟!

من هنا، لم تعد المسافة بين الإسكندرية وتل أبيب طويلة كما كانت تبدو. فخلال شهر من الحادثة ، امتنعنا عن الخروج من المنزل، كما لم اذهب إلى المدرسة، لأننا كنا مهددين . وخلال هذا الشهر أردت زيارة صديقتي المقربة جدا “أمل” وطلبتُ من جدي الخروج وحين سمح لي كنت سعيدة للغاية  كانت في مقام شقيقتي  فوجئت عندما أقفلت  باب المنزل في وجهي بل انصدمت. هذا الموقف ولد شعورًا لدي ولدى عائلتي أن مصر كلها أغلقت الباب في وجهي ووجه عائلتي. ومع انهيار آخر حاجز نفسي أصبحت تل أبيب أقرب من الإسكندرية الى قلبي، ولو أن طريق الرحلة إلى إسرائيل مرّت عبر إسطنبول.

اليوم، وبعد أن أنهيت دراسة الثانوية في مدرسة دينية  في أورشليم القدس، قمت بالتجند للخدمة العسكرية الإلزامية في وحدة الناطق بلسان جيش الدفاع أعمل تحت القائد أفيخاي أدرعي, نعم أفيخاي ادرعي تقبلني بحب واحترام وتقدير أعمل معه في مجال وسائل الاتصال المعاصرة (التواصل الاجتماعي) باللغة العربية،  ونشر الأخبار على الشبكات الاجتماعية مثل الفيسبوك والتويتر وغيرها.

أنا سعيدة بمهمتي واعتبرها مقدسة لأنها توصل للعالم كله، وللبلدان العربية خاصة، الصورة الحقيقية، والإنسانية، عن جيش الدفاع الإسرائيلي ودولة إسرائيل، وتساهم في تغيير الصورة النمطية الخاطئة التي يتربى عليها أبناء الدول العربية في المدارس حول إسرائيل وجيشها،. نتلقى يوميا المئات من ردود الفعل الإيجابية والمشجعة على ما نكتبه في الصفحات المخصصة لذلك، ومن كل الدول العربية  مما يجعلني فخورة بتاثيري على الكثير واظهار الحقيقة.

نعم كانت هناك فترة مؤلمة في مصر،  ولكن هذا لا يعني انني لا احن  الى زيارة الإسكندرية ورؤية منزلي وأصحابي وجيراني، ولكن المرة أرغب أن تكون هذه الزيارة بلباسي العسكري الكامل، وللقول : “اسرائيل ليست دولة سيئة. كل ما نقوم به هو الدفاع عن أنفسنا وعن دولتنا، لا أكثر”.
 
رسالتي الى أمل وغيرها من اصحابي في الماضي: الكراهية ليست بطبعي, انا لا اكرهك بالرغم من انك اغلقتي باب محبتي لك في يوم ما, كوني مختلفة الديانة. أنا أحبك جدًا وأتمنى ان يأتي اليوم الذي تقومي فيه بزيارتي في بيتي في أرض اسرائيل وان يعم السلام الحقيقي بيننا.

فمني اليكم :

‏قبل ان تحكم على انسان اسمع منه لا تسمع عنه. .”

المصدر : http://arblogs.timesofisrael.com/%D8%B7%D9%81%D9%84%D8%A9-%D9%8A%D9%87%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%B5%D8%B1/

April 26, 2014
لا تعليقات

“كان اسمي رولين عبد الله, عشت طفولتي في مدينة الإسكندرية المصرية تعلمت في مدارسها، وصادقت أبناءها وبناتها وترعرعت بينهم وتعلقت بهم لكنني شعرت في بعض الاحيان انني مختلفة  وأن شيئا ما بالغ ألأهمية ينقصني وهو- من انا؟ لماذا يمنعني والدي من التعلق بدينٍ ما, كنت أبحث دائما عن انتماء لكي لا أشعر بالاختلاف لن أعرف عن نفسي وعن عائلتي شيء. في مرحلة ما، كنت اعتقد أنني انتمي لعائلة مسيحية علمانية ومع ذلك لم اسمع في المنزل اي مصطلح بشان الديانات والحضارات .عندما كانوا طلاب صفي يتكلمون عن حضارتهم وأديانهم كنت اتسائل طيلة الوقت عن هويتي وعن حضارتي مع ذلك تربيت على حب واحترام الغير اياً كان لم اسمع بتاتًا اي كراهية وغضب في المنزل بالرغم ما كنت أسمع وأرى في المدرسة والشارع والتلفاز  . حول الكراهية الموجهة للشعب اليهودي  فعندما كنت أسال جدي ووالدي فلم اتلقى اجابة كافية

فمن أنا؟؟؟؟

لست مسيحية ولست مسلمة. فماذا أكون؟ 

لم يتأخر الجواب بالوصول. فبعد أن قامت مجموعة من أتباع التيار السلفي في مصر باقتحام منزلي وبتهديدنا بالسلاح وبالعصي، بأن علينا مغادرة مصر خلال فترة قصيرة، لأننا عائلة يهودية،  هنا تلقيت جزءاً من الجواب ولكن ليس  الجواب بأكمله !! كنت متأكدة أنهم لصوص لا اكثر

لن أنسى هذا اليوم فهو محفورًا في ذاكرتي. جلست في غرفتي للدراسة للامتحان في موضوع التاريخ وما بي اسمع صرخات أمي وخالتي من خلف جدران الغرفة وعند خروجي من الغرفة فوجدتهم يلقون بهن على الارض ويبحثون عن والدي وعمي ولكن من حسن حظهم لم يكونوا في المنزل.

قاموا بالصراخ في المنزل وبكسر كل ما وقع في ايديهم وبالصراخ ب”عيلة اليهود”  لم يخطر في ذهني انهم يقصدون ذلك وعندما خرجوا  قمت بتفقد المنزل وأدركت حينئذ ان هدفهم كان ليس سرقة شيء من بيتنا.

فهم ليس لصوصًا فلماذا قاموا بفعل ذلك؟

وهنا جاءت المفاجأة الكبيرة عند قيام جدي باجتماعنا في أعقاب الحادثة وبقوله اننا يهود وعلينا ترك مصر في أسرع وقت.
بالنسبة لي لم اتخيل يوماً أنني ابنة لعائلة يهودية. أولاً لأن والدي لم يذكرا هذا الأمر أمامي في أي يوم من الأيام. وثانيا، لأنني تربيت طوال عمري في المدارس المصرية، على رواية القاتل، المحتل، والعدو… فكيف أصبح – انا ذاتي – هذا “العدو” بين ليلة وضحاها؟!

من هنا، لم تعد المسافة بين الإسكندرية وتل أبيب طويلة كما كانت تبدو. فخلال شهر من الحادثة ، امتنعنا عن الخروج من المنزل، كما لم اذهب إلى المدرسة، لأننا كنا مهددين . وخلال هذا الشهر أردت زيارة صديقتي المقربة جدا “أمل” وطلبتُ من جدي الخروج وحين سمح لي كنت سعيدة للغاية  كانت في مقام شقيقتي  فوجئت عندما أقفلت  باب المنزل في وجهي بل انصدمت. هذا الموقف ولد شعورًا لدي ولدى عائلتي أن مصر كلها أغلقت الباب في وجهي ووجه عائلتي. ومع انهيار آخر حاجز نفسي أصبحت تل أبيب أقرب من الإسكندرية الى قلبي، ولو أن طريق الرحلة إلى إسرائيل مرّت عبر إسطنبول.

اليوم، وبعد أن أنهيت دراسة الثانوية في مدرسة دينية  في أورشليم القدس، قمت بالتجند للخدمة العسكرية الإلزامية في وحدة الناطق بلسان جيش الدفاع أعمل تحت القائد أفيخاي أدرعي, نعم أفيخاي ادرعي تقبلني بحب واحترام وتقدير أعمل معه في مجال وسائل الاتصال المعاصرة (التواصل الاجتماعي) باللغة العربية،  ونشر الأخبار على الشبكات الاجتماعية مثل الفيسبوك والتويتر وغيرها.

أنا سعيدة بمهمتي واعتبرها مقدسة لأنها توصل للعالم كله، وللبلدان العربية خاصة، الصورة الحقيقية، والإنسانية، عن جيش الدفاع الإسرائيلي ودولة إسرائيل، وتساهم في تغيير الصورة النمطية الخاطئة التي يتربى عليها أبناء الدول العربية في المدارس حول إسرائيل وجيشها،. نتلقى يوميا المئات من ردود الفعل الإيجابية والمشجعة على ما نكتبه في الصفحات المخصصة لذلك، ومن كل الدول العربية  مما يجعلني فخورة بتاثيري على الكثير واظهار الحقيقة.

نعم كانت هناك فترة مؤلمة في مصر،  ولكن هذا لا يعني انني لا احن  الى زيارة الإسكندرية ورؤية منزلي وأصحابي وجيراني، ولكن المرة أرغب أن تكون هذه الزيارة بلباسي العسكري الكامل، وللقول : “اسرائيل ليست دولة سيئة. كل ما نقوم به هو الدفاع عن أنفسنا وعن دولتنا، لا أكثر”.
 
رسالتي الى أمل وغيرها من اصحابي في الماضي: الكراهية ليست بطبعي, انا لا اكرهك بالرغم من انك اغلقتي باب محبتي لك في يوم ما, كوني مختلفة الديانة. أنا أحبك جدًا وأتمنى ان يأتي اليوم الذي تقومي فيه بزيارتي في بيتي في أرض اسرائيل وان يعم السلام الحقيقي بيننا.

فمني اليكم :

‏قبل ان تحكم على انسان اسمع منه لا تسمع عنه. .”

المصدر : http://arblogs.timesofisrael.com/%D8%B7%D9%81%D9%84%D8%A9-%D9%8A%D9%87%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%B5%D8%B1/