يهودا طسا

Yehuda Tassa

صياغة يمنية تخريمية: الفن المفقود

بقلم جانيت بين، مغنية أوبرا “ينغ أت هارت”

هل تبحث عن مجوهرات غير عادية وفنية؟ فكر في صياغة يمنية تخريمية.

تعود أصولها إلى أكثر من ۳۰۰۰ عام. وربما كانت قصة الحب بين الملك سليمان وملكة سبأ هي السبب في ترك اليهود لمملكة يهودا ووصولهم إلى اليمن عن طريق أفريقيا. وبمجرد وصولهم، كانوا يعملون لقرون عديدة بمثابة الحرفيين والصناع المهنيين الرئيسيين في البلاد. ولم يعمل المسلمون في هذه الحرفة. ويقول البعض أن القرآن يحرم المسلمين من العمل في المعادن الثمينة، وأن القرآن يعتبر شراء المجوهرات المصنوعة من قبل شخص من دين آخر بمثابة نعمة للمسلم.

ويهودا طسا، الذي يعيش سنوات كثيرة في مدينة پالو آلتو في ولاية كاليفورنيا، بدأ تدربه في مهنة الصياغة اليمنية التخريمية كصبي صغير في إسرائيل. وعندما كان في السادسة من عمره، بدأ يقوم بأبسط المهام في هذه الصناعة تحت إشراف والده.

“خلال السنوات القليلة الأولى كان كل ما فعلته هو لوي وتسطيح الأسلاك الفضية التي تستعمل لتشكيل أُطر الهياكل الأساسية. ثم تقدمت وأصبحت لحام”.
كان والده صناعي مهني ماهر ويُعرف كصائغ مشهور في بلاده اليمن قبل هجرته إلى إسرائيل. وكانت تقنيات وأسرار الصياغة التخريمية والتحبيب اليمنية تُنقل تقليدياً أباً عن جد، ولا تُكشف أسرارها لأشخاص من خارج الأسرة. فالتحبيب هي عملية صعبة ولا سيما عندما يتم ترتيب الحبيبات الصغيرة من الفضة في نمط معقد وتتم المحافطة على تماسكها بواسطة مادة لاصقة خاصة.
وهناك هدف معين وأهمية خاصة لمعظم التصاميم اليمنية لهذه الصياغات، مثل هدية للعروس بما في ذلك رموز تشجع الخصوبة، وتعزز العافية والازدهار. فعلى سبيل المثال، تمثل الكرات الصغيرة – الخصوبة، بينما تمثل أشكال الفول السوداني – الازدهار.

وتُصنع المجوهرات التخريمية اليمنية الأكثر شيوعاً من الفضة، ويستعمل يهودا هذا المعدن في الدرجة الأولى في عمله، حيث يقوم في كثير من الأحيان بدمجه مع الأحجار الكريمة أو شبه الكريمة. فهو يصنع أقراط وقلائد وأساور، باستناده على التصاميم الدقيقة والمعقدة [التي يرجع أصلها إلى] صنعاء في اليمن.

“كان هناك ۳۰۰ محل للمجوهرات لصياغة الزركشة المخرمة في صنعاء. وقد تخصصت المحلات المختلفة بجوانب متنوعة من هذه الصناعة كالطلاء بالذهب أو التصنيع أو التحبيب. وكان لكل متجر مكانته الخاصة”.
وبما أن صنعاء هي المنطقة التي جاءت منها عائلة يهودا، فهذا الأخير متخصص في نمط صنعاء التقليدي الذي اقتبسته عائلته. فبالإضافة إلى المجوهرات يصنع يهودا قطع أثرية دينية، مثل شمعدانات عيد الـ “حانوكا”، والمزوزات التي تعلّق على قوائم الأبواب ومربعات التوابل. وباستخدام مهاراته في صياغة الفضة والأحجار الكريمة، فإن يهودا بارع أيضاً في الصناعات اليدوية حيث يعمل بعض التصاميم المبتكرة للأشخاص الذين يفضلون مجوهرات ذات نظرة أكثر حداثة.