حول معاناة اليهود الاسفرديم في المغرب

شامة , رسّامة مغربية من جذور مسلمة و يهودية , تسعى من خلال فنها الى احياء ذكريات و تراث اليهود في شمال أفريقيا, و بعد أن عرفت جذور عائلتها و تاريخها اختارت أن تعتبر نفسها أمازيغية و أفريقية, و استخدمت الفن للتعبير عن نضالها بهذه الهوية الجديدة

..القبول بأنها أفريقية بدلاً من عربية يعرّضها لأزمة هوية

في ٧ نيسان من هذا العام , قام المؤتمر الاسلامي الأمريكي برعاية احتفال خاص باليهود المغاربة "احتفال ميمونة" و الذي يصادف نهاية عيد الفصح عندما فتحوا يهود شمال افريقيا بيوتهم و احتفلوا مع جيرانهم من كل الخلفيات الدينية و الثقافية .

المهرجان كان أيضاً بمثابة افتتاح لمعرض الفنانة شامة . الفنانة الشابة التي ترسم لوحات لنساء أمازيغيات يهود .  رغم ذلك يعد الاحتفالا بميمونة احتفال بعيد كل البعد عن الأديان بل هو احتفال يرفض الاملائات الدينية و الاستعمارية و يهدف لاستعادة الثقافة و التراث الافريقي الذي لطالما تم قمعه من قبل الحكومات و الاحتلالات المختلفة التي مرت على هذه الأرض .

تمتلك شامة جذور مسلمة و يهودية , و هي تسعى الى احياء الارث اليهودي ليهود شمال أفريقيا ,رغم ذلك ترى أنها تربت و كبرت على أنها عربية مسلمة لأن الجزء الذي عاشت فيه من شمال أفريقيا و هو  المغرب كان جزء مما يسمة " الوطن العربي"

الان بعد أن عرفت أكثر عن تاريخ عائلتها أصبحت تفضل أن تعتبر نفسها أمازيغية أفريقية تعبر عن نفسها بلوحاتها .و لكن قصة كقصة شامة تستحضر سؤالاً هاماً الى الأذهان لماذا قمعت الأنظمة و القوانين في هذه البلدان المكونات الأخرى و ثقافتها و تراثها رغم كل ما تحمله هذه الثقافات من تنوع يثري البلاد .

الوقوع بين نارين

شامة التي ترعرعت في الدار البيضاء و ذهبت الى مدرسة عامة في المغرب و درست الفكر القومي العربي في المدارس المغربية العامة الخاضعة لسياسة التعريب , بدأت تفكّر في المرحلة الثانوية من دراستها في حقيقة أصولها و تاريخ عائلتها , و بحثت عن هذا الأمر حتى عثرت على وثائق تعود لأسرتها عند سجلات الأمازيغ . مما أكد لها أنها قد لا تكون عربية و أن عرقها يختلف اختلافاً جذرياً عما تربت عليه في المدرسة الابتدائية من مبادئ و أهداف العروبة و الانتماء العربي . و فهمت شامة أن هذا الاختلاط و فقدان الهوية لدى عائلتها حصل لأن جدها انتقل الى مركز حضري و هو الدار البيضاء و عاش و تزوج فيها من امرأة مسلمة فأصبح منفصلاً عن تاريخه و هويته بالاضافة الى القمع الممنهج للقومية اليهودية الأمازيغية في اطار تعريب الدولة حيث تطبق سياسة تمييز ضد الأمازيغ بشكل كبير في تلك المنطقة و على الأخص اليهود منهم و الذين كانوا منذ عشرات السنين يشكلون نسبة لا يستهان بها من سكان المغرب .

افريقية .. و لست عربية

اعتقاد شامة بأنها أمازيغية يهودية بدلاً من عربية سبب لها الكثير من المتاعب في منطقة تتصارع فيها الهويات كشمال افريقيا, فذات يوم وبّخها مدرس في الثانوية لكون "دماغها مغسول" على حد قوله لأنها تعتقد بأنها أمازيغية وأضاف المدرّس أن اعتقادها هذا تغذّى من ثقافة الاستعمار الفرنسي الذي يريد الانقسام لمجتمعاتنا و سكاننا . و يوضح هذا الموقف طريقة نظر أنظمتنا و حكوماتنا الى التنوع الديني والعرقي على أنها خطر و تهديد للهيمنة العربية التي وحدها من سيحقق وحدة "الدولة المغربية" , و بالتالي كان يتم اسكات أي صوت مختلف , و هكذا بدأت شامة برسم لوحات لنساء يهوديات من الحقبة الاستعمارية الفرنسية بعد أن اكتشفت أصولها الأمازيغية ,وغالباً ما حوت لوحاتها أحرف و رموز عبرية .

الارث الاستعماري في افريقيا

لم تكن شمال افريقيا استثناء مختلف عن افريقيا الجنوبية , فالكل تأثر بالاستعمار و قضايا كالدين و العرق و اللغة كان لها النصيب الأكبر من التأثر , و رغم أن ديانة تشرك بالله كما يسمونها كالأمازيغية تدمّرت الى حد كبير و قضي عليها في الكثير من المناطق بقي بعض النشطاء الأمازيغ يحاولون الدفاع عنها لاستعادة ارثهم التاريخي في شمال افريقيا فعلى سبيل المثال : في قرية  أمازيغية في ليبيا , يفرض الأمازيغ الحماية على كنيس يهودي قديم يصلي به ما بقي من سكان يهود في المنطقة , و لكن رغم ذلم تبقى لغة المستعمر وعرقه و دينه و صفاته هي المسيطرة على الحياة العامة للبلاد .

كمال هشقر , صوّر فيلم وثائقي بحث فيه عن أصول الأمازيغ من خلال رحلة قام بها من تنجير المغربية الى القدس .

كمال هشقر أمازيغي مغربي , ترعرع في فرنسا على أنه مسلم أمازيغي , لأنهم كانوا يعرفون أن كل العرب مسلمين , هكذا علّموهم . لكن رغم ذك يعتقد أنه يهودي لأن القرية التي كان ينتمي اليها كان معظم سكانها من اليهود لكنهم رحلوا الى اسرائيل عندما بدأت العرب بالتضييق عليهم . قام المخرج هشقر برحلته لاعادة اكتشاف تاريخ الهوية البربرية اليهودية .

كنيس ابن دنان , المغرب

اليهود الاثيوبيين

ليس اليهود الأمازيغ هم الأفارقة الوحيدين الذين يعيشون في اسرائيل , بل هناك اخرين ,

يشير مجتمع "بيتا اسرائيل" الى أن اليهود الأثيوبيين هاجروا بأعداد كبيرة الى اسرائيل بعد عام ١٩٨٠ و مع ذلك فان الأفارق من غير اليهود الذي دخلوا اسرائيل عوملوا بعنصرية كبيرة معادية للأجنبي من قبل الاسرائيليين , و قضية السكان الأفارقة من اليهود تجبرنا على التفكير مجدداً بمسألة تنوع الدين و العرق في قارة افريقيا .

انهاء استعمار افريقيا

ادراك مسألة وجود يهود في أفريقيا لهم تراثهم و ثقافتهم و تفردهم هي خطوة أولى لتحرير افريقيا من الاستعمار ,و على الأخص في شمال أفريقيا حيث يحارب الأمازيغ لينالون حقوقهم و يلغون سياسة التهجين و التعريب  الأسلمة التي تقوم بها الأنظمة العربية, و أشخاص كالرسامة شامة و المخرج كمال هم من سيتمكنون من الانتصار في هذه الحرب الثقافية التي تهدف الى الغاء تراث و ثقافة شمال افريقيا المتنوعة و البعيدة عن العروبة و الاسلام .

المصدر  : www. thisisafrica.me

%d/%m/%Y
لا تعليقات

شامة , رسّامة مغربية من جذور مسلمة و يهودية , تسعى من خلال فنها الى احياء ذكريات و تراث اليهود في شمال أفريقيا, و بعد أن عرفت جذور عائلتها و تاريخها اختارت أن تعتبر نفسها أمازيغية و أفريقية, و استخدمت الفن للتعبير عن نضالها بهذه الهوية الجديدة

..القبول بأنها أفريقية بدلاً من عربية يعرّضها لأزمة هوية

في ٧ نيسان من هذا العام , قام المؤتمر الاسلامي الأمريكي برعاية احتفال خاص باليهود المغاربة “احتفال ميمونة” و الذي يصادف نهاية عيد الفصح عندما فتحوا يهود شمال افريقيا بيوتهم و احتفلوا مع جيرانهم من كل الخلفيات الدينية و الثقافية .

المهرجان كان أيضاً بمثابة افتتاح لمعرض الفنانة شامة . الفنانة الشابة التي ترسم لوحات لنساء أمازيغيات يهود .  رغم ذلك يعد الاحتفالا بميمونة احتفال بعيد كل البعد عن الأديان بل هو احتفال يرفض الاملائات الدينية و الاستعمارية و يهدف لاستعادة الثقافة و التراث الافريقي الذي لطالما تم قمعه من قبل الحكومات و الاحتلالات المختلفة التي مرت على هذه الأرض .

تمتلك شامة جذور مسلمة و يهودية , و هي تسعى الى احياء الارث اليهودي ليهود شمال أفريقيا ,رغم ذلك ترى أنها تربت و كبرت على أنها عربية مسلمة لأن الجزء الذي عاشت فيه من شمال أفريقيا و هو  المغرب كان جزء مما يسمة ” الوطن العربي”

الان بعد أن عرفت أكثر عن تاريخ عائلتها أصبحت تفضل أن تعتبر نفسها أمازيغية أفريقية تعبر عن نفسها بلوحاتها .و لكن قصة كقصة شامة تستحضر سؤالاً هاماً الى الأذهان لماذا قمعت الأنظمة و القوانين في هذه البلدان المكونات الأخرى و ثقافتها و تراثها رغم كل ما تحمله هذه الثقافات من تنوع يثري البلاد .

الوقوع بين نارين

شامة التي ترعرعت في الدار البيضاء و ذهبت الى مدرسة عامة في المغرب و درست الفكر القومي العربي في المدارس المغربية العامة الخاضعة لسياسة التعريب , بدأت تفكّر في المرحلة الثانوية من دراستها في حقيقة أصولها و تاريخ عائلتها , و بحثت عن هذا الأمر حتى عثرت على وثائق تعود لأسرتها عند سجلات الأمازيغ . مما أكد لها أنها قد لا تكون عربية و أن عرقها يختلف اختلافاً جذرياً عما تربت عليه في المدرسة الابتدائية من مبادئ و أهداف العروبة و الانتماء العربي . و فهمت شامة أن هذا الاختلاط و فقدان الهوية لدى عائلتها حصل لأن جدها انتقل الى مركز حضري و هو الدار البيضاء و عاش و تزوج فيها من امرأة مسلمة فأصبح منفصلاً عن تاريخه و هويته بالاضافة الى القمع الممنهج للقومية اليهودية الأمازيغية في اطار تعريب الدولة حيث تطبق سياسة تمييز ضد الأمازيغ بشكل كبير في تلك المنطقة و على الأخص اليهود منهم و الذين كانوا منذ عشرات السنين يشكلون نسبة لا يستهان بها من سكان المغرب .

افريقية .. و لست عربية

اعتقاد شامة بأنها أمازيغية يهودية بدلاً من عربية سبب لها الكثير من المتاعب في منطقة تتصارع فيها الهويات كشمال افريقيا, فذات يوم وبّخها مدرس في الثانوية لكون “دماغها مغسول” على حد قوله لأنها تعتقد بأنها أمازيغية وأضاف المدرّس أن اعتقادها هذا تغذّى من ثقافة الاستعمار الفرنسي الذي يريد الانقسام لمجتمعاتنا و سكاننا . و يوضح هذا الموقف طريقة نظر أنظمتنا و حكوماتنا الى التنوع الديني والعرقي على أنها خطر و تهديد للهيمنة العربية التي وحدها من سيحقق وحدة “الدولة المغربية” , و بالتالي كان يتم اسكات أي صوت مختلف , و هكذا بدأت شامة برسم لوحات لنساء يهوديات من الحقبة الاستعمارية الفرنسية بعد أن اكتشفت أصولها الأمازيغية ,وغالباً ما حوت لوحاتها أحرف و رموز عبرية .

الارث الاستعماري في افريقيا

لم تكن شمال افريقيا استثناء مختلف عن افريقيا الجنوبية , فالكل تأثر بالاستعمار و قضايا كالدين و العرق و اللغة كان لها النصيب الأكبر من التأثر , و رغم أن ديانة تشرك بالله كما يسمونها كالأمازيغية تدمّرت الى حد كبير و قضي عليها في الكثير من المناطق بقي بعض النشطاء الأمازيغ يحاولون الدفاع عنها لاستعادة ارثهم التاريخي في شمال افريقيا فعلى سبيل المثال : في قرية  أمازيغية في ليبيا , يفرض الأمازيغ الحماية على كنيس يهودي قديم يصلي به ما بقي من سكان يهود في المنطقة , و لكن رغم ذلم تبقى لغة المستعمر وعرقه و دينه و صفاته هي المسيطرة على الحياة العامة للبلاد .

كمال هشقر , صوّر فيلم وثائقي بحث فيه عن أصول الأمازيغ من خلال رحلة قام بها من تنجير المغربية الى القدس .

كمال هشقر أمازيغي مغربي , ترعرع في فرنسا على أنه مسلم أمازيغي , لأنهم كانوا يعرفون أن كل العرب مسلمين , هكذا علّموهم . لكن رغم ذك يعتقد أنه يهودي لأن القرية التي كان ينتمي اليها كان معظم سكانها من اليهود لكنهم رحلوا الى اسرائيل عندما بدأت العرب بالتضييق عليهم . قام المخرج هشقر برحلته لاعادة اكتشاف تاريخ الهوية البربرية اليهودية .

كنيس ابن دنان , المغرب

اليهود الاثيوبيين

ليس اليهود الأمازيغ هم الأفارقة الوحيدين الذين يعيشون في اسرائيل , بل هناك اخرين ,

يشير مجتمع “بيتا اسرائيل” الى أن اليهود الأثيوبيين هاجروا بأعداد كبيرة الى اسرائيل بعد عام ١٩٨٠ و مع ذلك فان الأفارق من غير اليهود الذي دخلوا اسرائيل عوملوا بعنصرية كبيرة معادية للأجنبي من قبل الاسرائيليين , و قضية السكان الأفارقة من اليهود تجبرنا على التفكير مجدداً بمسألة تنوع الدين و العرق في قارة افريقيا .

انهاء استعمار افريقيا

ادراك مسألة وجود يهود في أفريقيا لهم تراثهم و ثقافتهم و تفردهم هي خطوة أولى لتحرير افريقيا من الاستعمار ,و على الأخص في شمال أفريقيا حيث يحارب الأمازيغ لينالون حقوقهم و يلغون سياسة التهجين و التعريب  الأسلمة التي تقوم بها الأنظمة العربية, و أشخاص كالرسامة شامة و المخرج كمال هم من سيتمكنون من الانتصار في هذه الحرب الثقافية التي تهدف الى الغاء تراث و ثقافة شمال افريقيا المتنوعة و البعيدة عن العروبة و الاسلام .

المصدر  : www. thisisafrica.me